للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

حسنه من ضعيفه من منكره وموضوعه ومتروكه ومكذوبه، وعرفوا الوضاعين والكذابين والمجهولين، وغير ذلك من أصناف الرجال، كل ذلك صيانة للجناب النبوي، والمقام المحمدي خاتم الرسل، وسيد البشر صلى الله عليه وسلم، أن ينسب إليه كذب، أو يُحدَّثَ عنه بما ليس منه.

فرضي الله عنهم وأرضاهم وجعل جنات الفردوس مأواهم ... " (١) .

١. معرفة علماء الجرح والتعديل الدقيقة بأحوال الرواة من حيث مواليدهم ووفياتهم، والشيوخ الذين سمعوا منهم، ومتى سمعوا منهم، ومعرفة الأحاديث التي سمعوها من كل شيخ ... كل ذلك حال بين الكذابين وبين إدخال الأحاديث المكذوبة في السنة النبوية، وإن فعل واحد منهم ذلك كُشِفَ أمرهُ وافتضح (٢) ، وذُكِرَ حديثه في الكتب المصنفة في الأحاديث الموضوعة.

وكذلك كان علماء الجرح والتعديل يعرفون مواطن الخطأ في الروايات من وصل مرسل، أو رفع موقوف، أو إدخال حديث في حديث ... ويبينون ما فيها من خلل، ومن نظر في كتب العلل وكتب الجرح والتعديل وجد أمثلة كثيرة لذلك (٣) ، فحفظ الله عز وجل السنة النبوية من كذب الكذابين وخطأ المخطئين، فلله الحمد والمنة.


(١) تفسير القرآن العظيم، لابن كثير: (٣/٨٩ تفسير الآية رقم ٥٠ من سورة الكهف) .
(٢) انظر: علم الرجال نشأته وتطوره: (ص٢١٥-٢١٦) .
(٣) انظر: شرح علل الترمذي لابن رجب: (٢/ ٧٥٦-٧٧٨) .

<<  <   >  >>