للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فهذا الأصلان هما قطب رحى القرآن، وعليهما مداره، وبيانهما من أهم الأمور، والله سبحانه بينهما غاية البيان بالطرق العقلية والنقلية (١) ، والفطرية والنظرية، والأمثال المضروبة، ونوّع سبحانه الطرق بإثباتهما أكمل التنويع،

بحيث صارت معرفة القلوب الصحيحة، الفطر السليمة لهما بمنزلة رؤية الأعين المبصرة التي لا آفة بها (٢) للشمس، والقمر، والنجوم، والأرض، والسماء، فذلك للبصيرة بمنزلة هذه (٣) للبصر، فإن سُلِّط (٤) التأويل على

التوحيد الخيري العلمي كان تسليطه على التوحيد العملي القصدي (٥) أسهل، وانمحت رسوم التوحيد، وقامت معالم التعطيل والشرك.

ولهذا كان الشرك والتعطيل متلازمين لا ينفك أحدهما عن صاحبه، وإمام المعطلين المشركين فرعون، فهو إمام كل معطل ومشرك إلى (٦) يوم القيامة، كما أن إمام الموحدين إبراهيم ومحمد عليهما السلام (٧) إلى يوم القيامة"انتهى.

فأعجب لهذين الإمامين رحمهما الله تعالى (٨) : تشابهت قلوبهما في العلم والإيمان، وألسنتهما في بيان الحق وإيضاحه، وكشف ما لبس به الملبسون، واعتمده المشركون، من المنامات والحكايات، التي اغتر بها


(١) ليست في "الصواعق": "النقلية".
(٢) في "م" و"ش": "بهما".
(٣) في "الصواعق": "هذا".
(٤) في جميع النسخ: "تسليط" والمثبت من "الصواعق".
(٥) في "م" و"ش": "القصد..".
(٦) سقطت من: (المطبوعة) : "إلى".
(٧) في "الصواعق": "صلوات الله وسلامه عليهما".
(٨) سقطت من "م" و"ش": "تعالى".

<<  <   >  >>