للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيز} (١) .فتأمل هذا المثل الذي أمر الناس كلهم باستماعه، فمن لم يسمعه فقد عصى أمره، كيف تضمن إبطال الشرك وأسبابه بأصح برهان، في أوجز عبارة وأحسنها وأجلاها، وأسجل (٢) على جميع آلهة المشركين أنهم لو اجتمعوا كلهم في صعيد واحد، وساعد بعضهم بعضاً وعاونه بأبلغ المعاونة لعجزوا عن خلق ذباب واحد، ثم بيَّن ضعفهم وعجزهم (٣) عن استنقاذ ما يسلبهم (٤) الذباب إياه (٥) ، فأي إله أضعف من هذا الإله المطلوب ومن عابده الطالب نفعه (٦) ، فهل قدر القوي العزيز حق قدره من أشرك معه آلهة هذا شأنها؟

فأقام سبحانه/ حجة التوحيد؛ وبيّن إفك أهل الشرك والإلحاد بأعذب الألفاظ وأحسنها، لم يستكرهها غموض، ولم يشنها (٧) تطويل، ولم يعيبها تعقيد، ولم تزر بها (٨) زيادة ولا تنقيص، بل بلغت في الحسن والفصاحة والإيجاز ما لا يتوهم متوهم ولا يظن ظان أن يكون أبلغ في معناها منها، وتحتها من المعنى الجليل القدر، العظيم الشرف (٩) ، البالغ في النفع ما هو أجل من الألفاظ) انتهى من "الصواعق المرسلة".


(١) سورة الحج، الآية: ٧٣و ٧٤. وفي "ش": "وما.."بزيادة الواو وهو تحريف.
(٢) في (المطبوعة) : "وسجل" وهو تحريف.
(٣) في "م": "ومن عجزهم..".
(٤) في (المطبوعة) : "ما يسلبه"وهو تحريف.
(٥) في (المطبوعة) : "منهم.."وهو تحريف.
(٦) في "الصواعق"زاد: "وخيره".
(٧) في جميع النسخ: "ولم يشبها ... "، والمثبت من"الصواعق".
(٨) في جميع النسخ: "ولم يزدريها"، والمثبت من "الصواعق".
(٩) في (المطبوعة) : "الشريف" وهو تحريف.

<<  <   >  >>