للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

استغاثتهم بأحد دون الله عز وجل.

وقال: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله" (١) ، وقال: "اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد" (٢) .

ويأتي من زيادة البيان في هذا المقام من كلام السلف والعلماء ما يكفي طالب الحق {وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُور} (٣) .

الوجه الثالث (٤) : أن النبي صلى الله عليه وسلم في حال نزول الموت به قال: "اللهم الرفيق الأعلى" (٥) ، ومن كان في الرفيق الأعلى فقد غاب عن الدنيا


(١) أخرجه البخاري كتاب أحاديث الأنبياء باب قوله تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ انْتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا ... } :
(ح/٣٤٤٥) من حديث عمر رضي الله عنه.
(٢) وتمامه "اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد" أخرجه مالك في "الموطأ"كتاب قصر الصلاة في السفر باب جامع الصلاة: (ح/٨٥) ، ومن طريقه ابن سعد في "الطبقات": (٢/٢٤٠و٢٤١) عن عطاء بن يسار مرسلاً بلفظه.
وأخرجه عبد الرزاق في كتاب الصلاة باب الصلاة على القبور: (١/٤٠٦) ، وابن أبي شيبة، كتاب الجنائز من كره زيارة القبور: (٣/٣٤٥) عن زيد بن أسلم بنحوه.
ووصله الإمام أحمد في "مسنده": (٢/٢٤٦) ، والحميدي: (ح/١٠٢٥) دون قوله "يعبد". كلاهما من حديث أبي هريرة وفي سنده حمزة بن المغيرة بن نشيط قال الحافظ: "لا بأس به".
ورواه أبو نعيم في "الحلية": (٧/٣١٧) بلفظ "لا تجعلوا قبري وثناً.."وقال عقبه: "غريب من حديث حمزة تفرد به عنه سفيان".
والحديث قد صححه جماعة من أهل العلم منهم البزار، وابن عبد البر، انظر "تنوير الحوالك": (١/١٨٦) .
(٣) سورة النور، الآية: ٤٠.
(٤) في "ش": بياض بمقدار كلمتين: (في المصورة التي لدي) .
(٥) أخرجه البخاري مفرقاً في عدة مواضع كتاب المغازي باب آخر ما تكلم به النبي صلى الله عليه وسلم (ح/٤٤٦٣) ، و (ح/٤٤٣٦و ٤٤٣٧و ٤٤٣٨و ٤٤٦٣و ٤٥٨٦و ٦٣٤٨و ٦٥٠٩) .

<<  <   >  >>