للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والوجه والجوارح واللسان، وهذا هو الشرك الذي لا يغفره الله.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله تعالى- في مسألة الوسائط: وقد سئل عن رجل قال: لا بد لنا من واسطة بيننا وبين الله تعالى.

فأجاب:

(الحمد لله رب العالمين إن (١) أراد أنه لا بد لنا من واسطة تبلغنا أمر الله، فهذا حق، فإن الخلق لا يعلمون ما يحبه الله ويرضاه، وما أمر به ونهى عنه (٢) ، ولا يعرفون ما يستحقه من أسمائه الحسنى وصفاته العلى (٣) ، وأمثال ذلك إلا بالرسل الذين أرسلهم الله إلى عباده) .

-إلى أن قال-:

(وإن أراد بالواسطة: أنه لابد من واسطة يتخذه (٤) العباد بينهم وبين الله (٥) في جلب المنافع، ودفع المضار، يسألونه ويرجونه (٦) ، فهذا من أعظم الشرك الذي كفَّر الله به المشركين، حيث اتخذوا من دون الله أولياء وشفعاء يجتلبون بهم المنافع، ويستدفعون (٧) بهم المضار.

لكن الشفاعة لمن أذن (٨) الله له فيها. قال الله تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ


(١) في "م": "إنه إن أراد ... ".
(٢) زاد في "الفتاوى": "..وما أعده لأوليائه من كرامته وما وعد به أعداءه من عذابه".
(٣) في "الفتاوى": "العليا".
(٤) في "م" وش": "تتخذه..".
(٥) ليست في "الفتاوى"جملة: يتخذه العباد بينهم وبين الله".
(٦) ليست في "الفتاوى"جملة:"يسألونه ويرجونه".
(٧) في "الفتاوى": ويجتنبون المضار".
(٨) في "الفتاوى": "يأذن".

<<  <   >  >>