للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

زارني في حياتي" (١) ، "ومن حج ولم يزرني فقد جفاني" (٢) ، ونحو هذه الأحاديث كلها مكذوبة موضوعة، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم رخص زيارة القبور مطلقا، بعد أن كان قد نهى عنها (٣) لتذكر الآخرة؛ والدعاء للميت أو للأموات والاستغفار لهم، فهذا هو المشروع، وهو سبب الإذن في زيارة القبور، لا لدعائهم (٤) والاستشفاع بهم.

فإن هذا لم يشرعه الله ولا رسوله [صلى الله عليه وسلم] (٥) ، بل نهى عنه وحرمه؛ كما تقدم في الآيات المحكمات، فبدل الذين ظلموا قولاً غير الذي قيل لهم، فإن أهل (٦) القبور لا ينفعون ولا يضرون، ولا يسمعون ولا يستجيبون بنص القرآن


(١) قال شيخ الإسلام في "الرد على الأخنائي" ص ١٤٤ معلقاً على حديث: "من زارني بعد مماتي ... " بعد كلام سبق: "مما يبين به كذب الحديث الذي فيه: "من زارني بعد مماتي فكأنما زارني في حياتي". وهذا الحديث معروف من رواية حفص بن
سليمان الغافري عن ليث بن أبي سليم عن مجاهد عن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من حج فزار قبري بعد موتي كان كمن زارني في حياتي" وقد رواه عنه غير واحد وهو عندهم معروف من طريقه وهو عندهم ضعيف في الحديث إلى الغاية حجة في القراءة" ثم ذكر أقوال الحفاظ في حفص بن سليمان".
(٢) قال الإمام ابن عبد الهادي في "الصارم المنكي"ص ١١٧: "واعلم أن هذا الحديث المذكور حديث منكر جداً لا أصل له بل هو من المكذوبات والموضوعات"، وقد أطال النفس في الكلام على هذا الحديث فراجعه إن شئت.
(٣) في جميع النسخ: "عنه"، والمثبت من "الاقتضاء".
(٤) في (الأصل) : "لا دعائهم"، والمثبت من "م" و"ش".
(٥) ما بين المعقوفتين إضافة من: "م" و"ش" و"الاقتضاء".
(٦) في "م" و"ش": "فأهل".

<<  <   >  >>