للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأنت ترى ما وقع اليوم وقبله من كثير الجهال، من الإفراط والتفريط، فقال (١) صلى الله عليه وسلم: "إياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو" (٢) ، وهذا الحديث قد رواه الإمام أحمد، والترمذي (٣) ، وابن ماجه بالأسانيد المتصلة عن ابن عباس.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية (٤) : (وهذا عام في جميع أنواع الغلو بالاعتقادات والأعمال، ثم إنه علله بما يقتضي مجانبة هدى من كان قبلنا، إبعاداً عن الوقوع فيما هلكوا به، وأن (٥) المشارك لهم في بعض هديهم يخاف عليه من الهلاك) انتهى.


(١) في "م" و"ش": "فقال النبي صلى الله عليه وسلم".
(٢) أخرجه الإمام أحمد: (١/٢١٥، ٣٤٧) ، والنسائي: "المجتبى" في مناسك الحج، باب التقاط الحصى: (٥/٢٦٨، وابن ماجه في المناسك، باب قدر حصى الرمي: (ح/٣٠٢٩) ، وابن الجارود في "المنتقى": (ح/٤٧٣) ، وابن
خزيمة في "صحيحه": (٤/٢٧٤) ، وابن حبان كما في "الإحسان": (ح/٣٨٦٠) والطبراني في "الكبير": (ح/١٢٧٤٧) ، والحاكم: (١/٤٦٦) ، والبيهقي قي "الكبرى"، كتاب الحج، باب أخذ الحصى لرمي جمرة العقبة: (٥/١٢٧) . جميعهم من طريق عوف بن أبي جميلة، عن زياد بن الحصين، عن أبي العالية عن ابن عباس. قال الحاكم: "صحيح على شرط الشيخين"، ووافقه الذهبي.
قلت: وزياد بن الحصين إنما أخرج له مسلم فقط، فكيف يكون على شرطهما؟ قال شيخ الإسلام في "الاقتضاء": (١/٢٨٨) : "إسناده صحيح على شرط مسلم". وكذا قال النووي أيضاً في"المجموع": (٨/١٣٧) .
تنبيه: وقع في مطبوعة مسند الإمام أحمد: "عون ... "وهو خطأ، والصواب: "عوف بن أبي جميلة".
(٣) هكذا في جميع النسخ الخطية، ولعل الصواب: "النسائي" كما في "الاقتضاء".
(٤) انظر "الاقتضاء": (ص ٢٨٩و ٢٩٠) .
(٥) في (الأصل) : "وأنما"، والمثبت من "الاقتضاء".

<<  <   >  >>