للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نقول هو بشر، بل نقول كما قال فلان وفلان، ومن زعم أن محمداً بشر كله فقد كفر، وهذا يقوله طائفة منهم، وهو يشبه قول النصارى في المسيح، ونحن نعلم بالضرورة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع لأحد أن يدعو أحداً من الأموات لا الأنبياء ولا الصالحين، ولا غيرهم، لا بلفظ الاستغاثة ولا بغيرها، كما أنه لم يشرع لأمته السجود لميت (١) ونحو ذلك، بل نعلم أنه نهى عن هذه الأمور كلها، وأن ذلك من الشرك الذي حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، ولكن لغلبة الجهل، وقلة العلم بآثار الرسالة في كثير من المتأخرين لم يمكن تكفيرهم بذلك حتى يبين لهم ما جاء به الرسول مما يخالفها) (٢) .

إلى أن قال (٣) رحمه الله تعالى: (وهؤلاء يدعون الميت أو الغائب (٤) ، يقول أحدهم: بك أستغيث، بك أستجير، أغثنا، أجرنا، ويقول: أنت تعلم ذنوبي، ومنهم من يقول للميت: اغفر لي وارحمني وتب علي، ونحو ذلك، ومن لم يقل ذلك من عقلائهم فإنه يقول: أشكو إليك عدوي، أشكو إليك ظهور البدع أو جدب الناس، أو غير ذلك (٥) ، فيشكو إليه ما حصل من ضرر/ في الدين والدنيا، ومقصوده بالشكوى أن يشكيه، فيزيل ذلك الضرر، وقد يقول مع ذلك للميت: أنت تعلم ما فعلته من الذنوب، فيجعل الميت، أو الحي، أو الغائب عالماً بذنوب العباد وجزئياتهم التي يمتنع أن يعلمها بشر، حي أو


(١) في "م" و"ش" زيادة: "ولا إلى ميت..".
(٢) في "م" و"ش": "يخالفه..".
(٣) انظر المصدر السابق: (ص ٢٦٥و ٢٦٦) .
(٤) في "م" و"ش": "والغائب".
(٥) في "م": "وجدب الناس، وغير ذلك".

<<  <   >  >>