للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إليه، وسؤاله ما يناسب هذا المطلوب، ولكن هذا يناقض ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم من التوحيد، وتجريده مناقضة ظاهرة، ولا ينبغي الاقتصار على ذلك بأنه بدعة، بل فتح لباب الشرك، وتوسل (١) بأقرب وسيلة إلى الشرك".

قلت: ولا ريب أن هذا الذي ذكره هذا الإمام مطابق لحال داود، فإنه قلب الحقائق، وفتح باب الشرك والأكبر. ثم قال الحافظ-رحمه الله - (٢) :

(وهذا أصل عبادة الأصنام كما قال ابن عباس –رضي الله عنهما – في قوله تعالى (٣) : {وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدّاً وَلا سُوَاعاً (٤) وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْراً} (٥) قال هؤلاء كانوا قوماً صالحين في قوم نوح؛ فلما ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوروا تماثيلهم، فلما طال عليهم الأمد عبدوهم (٦) ، فهؤلاء لما قصدوا الانتفاع بالموتى قادهم ذلك إلى عبادة الأصنام. يوضحه: أن الذين تكلموا في زيارة الموتى من أهل الشرك صرحوا بأن

القصد انتفاع الزائر بالمزور، وقالوا: من /تمام الزيارة أن يعلق همته وروحه بالميت وقبره، فإذا فاض على روح (٧) الميت من العلويات الأنوار فاض منها على روح الزائر بواسطة ذلك التعلق والتوجه إلى الميت، كما ينعكس النور


(١) في "م" و"ش": "وللتوسل".
(٢) في "م" و"ش"زيادة: "تعالى". وانظر المصدر السابق (ص ٣٨٢و ٣٨٣) .
(٣) سقطت من "م" و"ش": "تعالى".
(٤) في "م": "الآية".
(٥) في "ش": "الآية"، سورة نوح، الآية: ٢٣.
(٦) سبق تخريجه.
(٧) في (الأصل) : "على الروح الميت"، والمثبت في "م" و"ش"و "الصارم".

<<  <   >  >>