للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والخلف، وهو أصل الدين: أن لا يُعْبَد إلا الله، بأي نوع (١) من أنواع العبادة، ولا يعبد (٢) الله إلا بما شرع؛ لا بالأهواء والشبهات والخيالات والباطلة، التي تعب فيها من تعب ممن خرج عن الصراط المستقيم.

وهذا العراقي إنما ساق [هذه] (٣) الأمور التي أكثر فيها الكذب، وقلب الحقائق، ليتوصل بها إلى أن يُعْبد مع الله غيره، من ميت أو غائب، لا ينفع ولا يضر، ولا يسمع الداعي، ولا يستجيب، غافلاً عمن دعاه ورغب إليه ورجاه، نعوذ بالله من زيغ القلوب وعقوبات الذنوب.

وقد أرشدنا الله تعالى في كتابه إلى ما يجب علينا من حق نبيه صلى الله عليه وسلم، من محبته واتباعه، وتعظيم أمره ونهيه، والصلاة عليه في نفس الصلاة، وبعد الأذان، وعند ذكره، وأن نسأل (٤) له الوسيلة والفضيلة التي لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وإكثار الصلاة عليه والتسليم عند كل حديث يرفع إليه، فهذه هي أسباب حصول شفاعته يوم القيامة صلوات الله وسلامه عليه، وعلى إخوانه من الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه، والتابعين (٥) ، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك يا أرحم الراحمين.

فلا تتعب ذهنك بهذيان الملحدين، فإنها عند من عرفها من وسواس الشياطين، وخيالات (٦) المبطلين؛ وإذا طلع فجر الهدى، وأشرقت أنوار النبوة


(١) في "م" و"ش" زيادة: "كان".
(٢) في "م" و"ش": "وأن لا يعبد الله ... ".
(٣) ما بين المعقوفتين إضافة من: "م" و"ش".
(٤) في "م" و"ش": "يسأل".
(٥) في "م" و"ش" زيادة: "لهم بإحسان إلى يوم الدين".
(٦) سقطت من (المطبوعة) : "وخيلالات".

<<  <   >  >>