للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

دينهم وكانوا شيعاً؛ ولهذا تجد ما أحدث من الشرك والبدع بتفرق أهله) . إلى أن قال (١) : (وأهل التوحيد يعبدون الله في بيوته التي أذن (٢) أن ترفع ويذكر فيها اسمه، مع أنه قد (٣) جعلت له الأرض مسجداً وطهوراً، والله عز وجل هو معبودهم، إياه يعبدون، وعليه يتوكلون، وله يخشون (٤) ويرجون، وبه يستغيثون ويستعينون، وله يدعون ويسألون، فإن خرجوا إلى المساجد كانوا مبتغين فيها (٥) فضلاً من الله (٦) ورضواناً، كما قال تعالى في نعتهم: {تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانا} (٧) ، وكذلك إذا سافروا إلى المساجد الثلاثة، لاسيما المسجد الحرام الذي أمروا بالحج إليه، فهم يؤمون بيته يبتغون (٨) فضلاً من ربهم (٩) ورضواناً، لا يرغبون إلى غيره، ولا يرجون سواه ولا يخافون إلا إياه. وقد زين الشيطان لكثير من الناس سوء عملهم (١٠) ، واستزلهم (١١) عن (١٢)


(١) انظر المصدر السابق (ص ٨٤٠- ٨٤٢) .
(٢) في "م" و"ش" زيادة: "الله".
(٣) سقطت من (المطبوعة) : "قد".
(٤) في جميع النسخ: "يخشون"، والمثبت من "الاقتضاء"، ولعله أولى.
(٥) في (الأصل) : "به"، والمثبت من "م" و"ش" و"الاقتضاء".
(٦) سقطت من"م" و"ش": "من الله".
(٧) سورة الفتح، الآية: ٢٩.
(٨) سقطت من (المطبوعة) : "يبتغون".
(٩) في "م" و"ش": "من الله".
(١٠) في "م": "عمله".
(١١) في "الاقتضاء": "واستنزلهم".
(١٢) في "م" و"ش": "من".

<<  <   >  >>