للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومقام الربوبية (١) والإلهية لله وحده لا يشركه فيه أحد من خلقه، وكل هذا هو الذي (٢) دعت إليه الرسل، وأنزلت به الكتب.

ومعلوم أن الدعاء والاستغاثة من أعظم العبادات؛ ولا يجادل فيها إلا مماحل مكابر معاند.

إذا عرفت ذلك فاعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "بدأ الإسلام غريباً (٣) ، وسيعود غربياً كما بدأ، فطوبي للغرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس" (٤) ، وهم طائفة من ثلاث وسبعين كلها في النار إلا واحدة، كما في الحديث، وستفترف هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة (٥) ، وتقدم الحديث من أوله، وهم أهل السنة والجماعة وقال صلى الله عليه وسلم في حديث ثوبان: "وحتى تعبد فئام من أمتي الأوثان" (٦) .


(١) في "ش": "وقوام".
(٢) في "م": "هذا أي".
(٣) سقطت "غريباً"من: "ش".
(٤) تقدم تخريجه.
(٥) ومن ذلك حديث عوف بن مالك مرفوعاً: "افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار، وافترقت النصارى على اثنين وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وإحدى وسبعون في النار، والذي نفسي بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة فواحدة في الجنة واثنتان وسبعون في النار" قيل: يا رسول، من هم؟ قال: "الجماعة".
أخرجه: ابن ماجه في الفتن، باب افتراق الأمم: (ح/٣٩٩٢) ، وابن أبي عاصم في السنة: (ح/٦٣) ، واللالكائي في "شرح أصول اعتقاد أهل السنة": (١/١٠١، ح/١٤٩) ، كلهم من طريق عبَّاد بن يوسف عن صفوان بن عمرو عن راشد بن سعد عن عوف بن مالك به. وسنده صحيح.
(٦) جزء من حديث طويل أخرجه الإمام أحمد (٥/٢٧٨و ٢٨٤) ، وأبو داود في "الفتن الملاحم"باب ذكر الفتن ودلائلها (ح/٤٢٥٢) ، وابن ماجه في "الفتن"باب ما يكون من الفتن (ح/٣٩٥٢) ، والحاكم (ح/٤٤٩) ، وأبو نعيم الأصفهاني في "الحلية": (٢/٢٨٩) ، والبيهقي (٩/١٨١) كلهم من طريق أبي قلابة الجرمي عن أبي أسماء الرحبي عن ثوبان مرفوعاً.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.

<<  <   >  >>