للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد أخطأ في هذا الأمر أناس لهم ذكاء ومصنفات، ظهر فيها خطؤهم، كالفخر الرازي، وأبي معشر البلخي، وابن الأخنائي، وابن البكري، والمفيد (٢ محمد ابن النعمان ذكره (١) شيخ الإسلام٢) (٢) ، وقبلهم الغزالي وغيره من أكثر المتكلمين، كأبي بكر الباقلاني وإمام الحرمين والآمدي، وغيرهم من المتكلمين.

وقد اشتدت بهم غربة الإسلام لإعراضهم عن الوحيين، كما لا يخفى على من عرف أحوالهم، وما ذكروه في مصنفاتهم، وخالفوا أهل السنة في توحيد الأسماء والصفات، وأيضاً فإذا كان (٣الخطاء في أمر٣) (٣) التوحيد الذي بعث الله به رسله، وأنزل به كتبه قد أخطأ في معرفته من هو أفضل من هؤلاء المتأخرين، الذين هم حثالة الحثالة، فكيف يحتج بهم؟ وقد قال ابن عباس:

"كل يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم"، وقال الأئمة كذلك، فلا حجة في قول أحد ولا فعله ممن يجوز عليه الخطأ، فكيف إذا تبين خطأه، ومخالفته للكتاب والسنة في هذا الأصل العظيم؟.

فمن تتبع ما ذكره هذا العراقي لم يجد فيه كلمة تقوم بها حجة، بل ما ذكره مردود بصريح القرآن والسنة وما عليه سلف الأمة وأئمتها، وكل من خالف الكتاب والسنة وإجماع السلف الصالح-وهم الذين إجماعهم حجة –فقوله مردود عليه في أي مسألة كانت، فكيف إذا كان في أصل دين الإسلام الذي بعث الله به المرسلين؛ وأظهر براهينه في كتابه المبين، وبينه رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصادق الأمين.


(١) في هامش (الأصل) : "لعله فيما ذكره".
(٢) ما بين القوسين سقط من: (المطبوعة) .
(٣) ما بين القوسين سقط من: (المطبوعة) .

<<  <   >  >>