للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فِي السَّمَاوَاتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ. وَلا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَه} (١) ، فنفى عما سواه كل ما يتعلق به المشركون. فنفى أن يكون لغيره ملك، أو قسط من (٢) الملك، أو يكون عوناً لله، ولم يبق إلا الشفاعة، فبيَّن أنها لا تنفع إلا لمن أذن له الرب، كما قال تعالى (٣) : {مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ} (٤) ، وقال عن الملائكة: {وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى} (٥) ،وقال: {وَكَمْ مِنْ مَلَكٍ فِي السَّمَاوَاتِ لا تُغْنِي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئاً إِلَّا مِنْ بَعْدِ أَنْ يَأْذَنَ اللَّهُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَرْضَى} (٦) فهذه الشفاعة التي يظنها المشركون هي منتفية يوم القيامة كما نفاها القرآن.

وأما ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم أنه يكون، فأخبر أنه: "يأتي فيسجد لربه ويحمده" (٧) لا يبدأ بالشفاعة أولاً، فإذا سجد حمد ربه بمحامد يفتحها عليه، [ثم] (٨) يقال له: أي محمد، ارفع رأسك، وقل يسمع وسل تعطه، واشفع تشفع، فيقول: أي رب أمتي فيحد له حداً، فيدخلهم الجنة"، وكذلك في الثانية، وكذلك في الثالثة، وقال له (٩) أبو هريرة: "من أسعد الناس بشفاعتك؛ يوم القيامة؟ قال: "من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه" فتلك الشفاعة هي لأهل


(١) سورة سبأ، الآيتان: ٢٢و ٢٣، وسقطت "في السموات"من: "م".
(٢) في "م" و"ش": "منه".
(٣) سقطت "تعالى"من: "م" و"ش".
(٤) سورة البقرة، الآية: ٢٥٥.
(٥) سورة الأنبياء، الآية: ٢٨.
(٦) سورة النجم، الآية: ٢٦.
(٧) سبق تخريجه.
(٨) ما بين المعقوفتين إضافة من: "م" و"ش".
(٩) سقطت "له"من: "م" و"ش"، الحديث سبق تخريجه.

<<  <   >  >>