للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهو الذي خلق الله تعالى (١) الخلق لأجله، وهو نفي الشرك في العبادة بأن لا يُصرف شيء من أنواعها (٢) لغير الله كائناً من كان، وهو الذي دل عليه القرآن من أوله إلى آخره، ولم ينقل عن أحد من سلف الأمة وأئمتها أنه أجاز دعوة الأموات والغائبين والاستغاثة (٣) والاستشفاع/بهم، وقد تواتر النهي عن ذلك في الآيات المحكمات كما سنذكر بعض ذلك إن شاء الله تعالى. وبما ذكرناه من الإجماع، وما دل عليه الكتاب والسنة من قصر العبادة بجميع أنواعها على الله تعالى، وأن من صرف منها شيئاً لغير الله فاستغاث بغيره من الأموات والغائبين (٤) فهو كافر، يبين أن هذا العراقي قد خالف الكتاب والسنة والإجماع-، ومن المحال أن يوجد عن سلف الأئمة وأئمتها ما يخالف هذا الإجماع (٥) -، وخالف العلماء من أهل السنة من كل مذهب؛ فما أبعده عن هذا الدين الذي أجمعوا عليه كما قال الشاعر:

سارت مشرقة وسرت مغربا ... شتان بين مشرق ومغرب

ويكفيك في تقرير (٦) ما ذكروه عن شيخ الإسلام من الإجماع، وأنه هو الحق الذي يجب اعتقاده، والدين الذي يدان الله به ما استند إليه من محكم القرآن، كقوله تعالى: {فَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِين} (٧) ،


(١) سقطت "الله تعالى" من: "ش".
(٢) في "م" و"ش": "أنواعه".
(٣) في "ش" و"م": والاستغاثة بهم".
(٤) ما بين القوسين سقط من: (المطبوعة) .
(٥) ما بين القوسين سقط من: (المطبوعة) .
(٦) في "م": "يقرير" وهو تصحيف.
(٧) سورة الشعراء، الآية: ١١٣، وفي "الأصل" "فلا.."وهو خطأ.

<<  <   >  >>