للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فأنكر العلماء رحمهم الله ما حدث في هذه الأمة من البدع والضلالات التي اغتر بها أكثر الجهال، ولو تتبعنا ما في كتب شيخ الإسلام في معنى ما ذكرنا لاحتمل كثرة من الأوراق (١) تفضي إلى التطويل، والمقصود ذكر ما تقوم به الحجة على من أشرك مع الله غيره في عبادته.

وأما صاحبه العلامة محمد (٢) بن القيم رحمه الله (٣) فأكثر مصنفاته في أصول الدين؛ وما بعث الله (٤) به المرسلين. قال في "إغاثة اللهفان" (٥) : (والمقصود أن الشرك لما كان أظلم الظلم وأقبح القبائح كان أبغض

الأشياء إلى الله، وأشدها مقتاً لديه وأخبر أنه لا يغفره، وأن أهله نجس، ومنعهم من قربان حرمه، وحرم ذبائحهم ومناكحهم، وقطع المولاة بينهم وبين المؤمنين؛ وجعلهم أعداء له سبحانه ولملائكته ورسله وللمؤمنين، وأباح لأهل التوحيد أموالهم ونساءهم وأبناءهم (٦) ، وأن يتخذوهم عبيداً، وهذا لأن الشرك هضم لحق الربوبية، وتنقص لعظمة الإلهية، وسواء ظن برب العالمين، كما قال تعالى: {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ/ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيراً} (٧) فلم يجمع على أحد من الوعيد والعقوبة


(١) ما بين القوسين سقط من: (المطبوعة) .
(٢) سقطت "محمد" من: "م" و"ش".
(٣) سقطت "رحمه الله" من: "م" و"ش".
(٤) سقط لفظ الجلالة "الله" من: "م" و"ش".
(٥) انظر: (١/٦٠-٦٢) .
(٦) سقطت "وأبناءهم" من: "م" و"ش".
(٧) سورة الفتح، الآية: ٦.

<<  <   >  >>