للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِين} (١) ، وفي الحديث المتفق عليه: "فإن حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً" (٢) ، فالعبادة بجميع أنواعها مادق منها وجل حق الله تعالى على عبادهن لا يصلح منها شيء لغيره كائناً من كان، فمن صرف من العبادة شيئاً لغير الله فقد جعله شريكاً لله في حقه. وذلك ينافي التوحيد الذي دلت عليه الآيات المحكمات.

ومما (٣) يوضح ترادف النداء والدعاء، وأنهما بمعنى واحد: ما أخبر الله تعالى عن نوح (٤) عليه السلام بقوله تعالى (٥) : {وَنُوحاً إِذْ نَادَى مِنْ قَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَه} (٦) فأخلص القصد لله بندائه فاستجاب الله له، وقال في الآية


(١) سورة الفاتحة، الآية: ٤.
(٢) هذا قطعة من الحديث الذي رواه معاذ ولفظه: "يا معاذ أتدري ما حق الله على عباده"؟
قال: قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً،
أتدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك؟ قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "حقهم عليه
أن لا يعذبهم".
أخرجه البخاري مفرّقاً في عدة مواضع:
-كتاب الشروط باب اسم الفرس والحمار: (ح/٢٨٥٦) .
-كتاب اللباس باب أرداف الرجل خلف الرجل: (ح/٥٩٦٧) .
-كتاب الاستئذان باب ما جاء بلبيك وسعدك: (ح/٦٢٦٧) .
-كتاب الرقاق باب من جاهد نفسه في طاعة الله: ح/٦٥٠٠) .
-كتاب التوحيد باب ما جاء في دعاء النبي أمته إلى توحيد الله: (ح/٧٣٧٣) .
ومسلم كتاب الإيمان باب الدليل على أن من مات على التوحيد دخل الجنة قطعاً:
(ح/٣٠) .
(٣) في "ش": " على ما يوضح" وهو خطأ.
(٤) في "ش": "عن قوم نوح".
(٥) سقطت "تعالى" من: "م" و "ش".
(٦) سورة الأنبياء، الآية: ٧٦.

<<  <   >  >>