للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الحافظ محمد بن عبد الهادي الحنبلي في رده على السبكي (١) ، في قوله: (إن المبالغة في تعظيمه أي الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة) : (إن أريد بها المبالغة بحسب ما يراه كل أحد تعظيماً، حتى الحج إلى قبره والسجود له، والطواف به؛ واعتقاد أنه يعلم الغيب، وأنه يعطي ويملك لمن استغاث به من دون الله الضر والنفع، وأنه/يقضي حوائج السائلين، ويفرج كربات المكروبين، وأنه يشفع فيمن يشاء ويدخل، الجنة من يشاء: فدعوى المبالغة في هذا التعظيم مبالغة في الشرك، وانسلاخ من جملة الدين) . وفي "الفتاوى البزازية" (٢) من كتب الحنفية: (من قال: إن أرواح المشايخ حاضرة تعلم يكفر) . وقال الشيخ صنع الله الحلبي الحنفي في كتابه "الرد على من ادعى أن للأولياء تصرفاً (٣) في الحياة وبعد الممات على سبيل الكرامة" (٤) : (هذا وإنه قد ظهر الآن فيما بين المسلمين جماعات يدعون أن للأولياء تصرفات بحياتهم وبعد مماتهم، ويستغاث بهم في الشدائد والبليات؛ وبهممهم تكشف المهمات؛ فيأتون قبورهم وينادونهم في قضاء الحاجات، مستدلين على أن ذلك منهم كرامات، قالوا: منهم أبدال ونقباء، وأوتاد ونجباء وسبعون وسبعة، وأربعون وأربعة، والقطب هو الغوث للناس، وعليه


(١) انظر "الصارم المنكي": (٤٦٤) ط/دار الإفتاء.
(٢) انظر: (٣/٣٢٦) "مطبوع بهامش الفتاوى الهندية".
(٣) في "م": "تصرفات".
(٤) هذا الكتاب لدي منه نسخة خطية مصورة واسمه كما في المخطوط: "سيف الله على من
كذب على أولياء الله".

<<  <   >  >>