للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

٣ - الخطأ والنسيان والإكراه

تظهر سماحة الإسلام في توافقه مع الفطرة الإنسانية السليمة التي خلقها في نفس الإنسان، ومن هذه الفطرة الخطأ الذي يقع فيه الإنسان في معظم أحواله من غير قصد، وكذلك ما يعتريه من النسيان، وهو ما ذكره الله - تعالى - على لسان المؤمنين الذين قالوا: {رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} قال الله تعالى: " قد فعلت " (١) .

وأما الاستكراه فهو أمر خارج عن إرادة الإنسان، لا يستطيع كل إنسان أن يتحمل ما قد يتعرض له من أذى أو ضرر أو تهديد بالقتل أو قطع عضو وغيره، فحينها رخص له الشارع أن يتنازل عن بعض مفاهيمه الدينية تخلصًا من الحال التي يعانيها، والعذاب الواقع عليه كما حصل لعمار بن ياسر رضي الله عنهما، حينما ذكر آلهة قريش بخير ونال من رسول الله صلى الله عليه وسلم تحت وطأة التعذيب، وقتل أبواه أمام عينيه، فشكا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له الرسول عليه الصلاة والسلام: « (كيف تجد قلبك؟) ، قال: مطمئنًا بالإيمان، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن عادوا فعد) » (٢) .


(١) صحيح مسلم، رقم٣٣٠، ص٦٧.
(٢) رواه الحاكم في المستدرك ٢ / ٣٥٧. وذكره ابن حجر في الفتح عن عبد بن حميد من طريق ابن سيرين وقال: وهو مرسل ورجاله ثقات، وذكر مراسيل أخرى في هذا المعنى ثم قال: وهذه المراسيل تقوي بعضه ببعض.

<<  <   >  >>