للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

وقد روى مسلم عن جابر رضي الله عنه قال: «لما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، هاجر إليه الطفيل بن عمرو، وهاجر معه رجل من قومه، فاجتووا المدينة. (١) فمرض، فجزع، فأخذ مشاقص له. (٢) فقطع بها براجمه. (٣) فشخبت يداه (٤) حتى مات، فرآه الطفيل بن عمرو في منامه، فرآه وهيئتُه حسنة، ورآه مغطيًا يديه، فقال له: ما صنع بك ربك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه صلى الله عليه وسلم، فقال: مالي أراك مغطيًا يديك؟ قال: قيل لي: لن نصلح منك ما أفسدت.

فقصها الطفيل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اللهم ولِيَديه فاغفر)(٥)


(١) الاجتواء: أن تستوخم المكان ولا يوافقك، قاله ابن الأثير في جامع الأصول ١٠ / ٢٢٢، وقال النووي في شرحه على صحيح مسلم ٢ / ١٣١: «ومعناه: كرهوا المقام بها لضجر، ونوع من سقم. قال الخطابي: وأصله من الجوى، وهو داء يصيب الجوف» .
(٢) جمع مشقص، وهو سهم له نصل عريض، وقيل: طويل، وقيل: ما طال وعرض، قال النووي: وهذا هوالظاهر هنا، لقوله (قطع بها براجمه) ، ولا يحصل ذلك إلا بالعريض، انظر: شرح النووي على صحيح مسلم ٢ / ١٣١، وجامع الأصول ١٠ / ٢٢٢.
(٣) البراجم بفتح الباء: هي مفاصل الأصابع، واحدتها برجمة، انظر: شرح النووي على صحيح مسلم ٢ / ١٣١، وجامع الأصول ١٠ / ٢٢٢.
(٤) شخبت بفتح الشين والخاء أي: سال دمهما، وقيل: سال بقوة، انظر: شرح النووي على صحيح مسلم ٢ / ١٣١.
(٥) رواه مسلم: ١١٦.

<<  <   >  >>