ولإخوانك في القرب والبعد مؤنساً، ولا زالت الأقدار تسعفنا فيك ببلوغ أمل، ودنو محل، حتى تطول العشرة، وتدوم الغبطة والمسرة.
كاتب: لئن بعد - أسعدك الله - مزارنا بعد قرب، لما باعد ذلك، بحمد الله، قلباً من قلب، ولا حل مما بيننا عقداً من ود، ولا منع من محافظة على غيب وعهد، وإن انقطعت منا المكاتبة أحياناً لاعتناق علة أو شغل، فتواصل التشاكل لا ينقطع لانقطاع الكتب، وقد جعل الله - وله المن والطول - نعمتنا عند بعض بنجوة من التقصير، وفي حال غنية عن المعاذير، فجعل الله ما عراك تمحيصاً، وعقباه تخليصاً، وأعادك إلى أحسن ما عودك، وما لم تجري به آلاؤه عندك.
وكتب آخر: إن لم يكن جمعنا - أسعدك الله - تلاق يأنس فيه بعضنا ببعض، وتتصل به أسباب بيننا في القرب ولبعد، فكفى بالمشاكلة مؤانسة، وبالمشاكهة مواصلة، تثبت علائق الثقة، وتدقع عواض الحشمة، وتزين استعمال الدالة.
لليزيدي: فأما ما عندي مما أبذله لك رغبة، وأرضى بقبولك إياه مثوبة فمودة أقيم عليها بقية عمري، وأستوفي لك حقوقها على نفسي، وطاعة أصحح فيها سري وعلني، وأتبع شروطها فيما وافقني وخالفني، وشكر أشغل به خاطري وعقلي وأعمل فيه لساني، وثناء حسن أسعى فيه وأجتهد، وذكر جميل أقوم به وأقعد، وأن أوالي بك وأعادي، وأصافي وأصادي، ولو ملكت غير ذلك لبذلته، ولو علمت وراء ما أنا عليه مكاناً لبلغته.