ابن المقفع: أما بعد: أصلحنا الله وإياك صلاحاً دائماً يجمع لنا ولك به الفضيلة في العاجلة، والكرامة في الآجلة، فإني لا أعرف أمراً أعظم عند أهل منفعة من أمر ترك ذكره لفضله، ولا أعلم أمراً أحق بأن يستغنى أهله بفضله عندهم عن ذكره فيما بينهم من أمر أوشج الله بيننا وبينك في الدنيا أسبابه، وثبت حقوقه، وعظم حرمته فأبقى الله لنا ولك ما أحرزه بيننا وبينك في الدنيا حتى نكون إخواناً في الآخرة حين تصير الخلة عداوة بين أهلها إلا خلة المتقين.
كاتب: لا تجمعن دعوى السراة، وتكبر الولاة، وتحكم القضاة.
كاتب: لا تدعوك قوة ملكك لفضلك في صلة إخوانك إلى استصغار ما يتخلصون إليه من صلتك، فإنك إن قايستهم بتفضلك عليهم قل كثيرهم في جنب ما يأتيه إليهم.
كاتب: إنا - حفظك الله - لو كنا قطعناك ثم كافأتنا بقطيعتك إيانا ما كان لك أن تفردنا بالذنب دون نفسك إذ صرت فيه نظيراً، لأنك أنكرت علينا ما ركبته، وطلبت منا ما تركته، وقد علمت أن المكافئ لم يدع وراء ما فعل، ولا يستوجب تقاصي ما جهل، فاحكم لنا عليك بمثل ماتحكم به علينا لك.
جرير بن يزيد: أما بعد: فإنه لولا خلق الله له الناس من تقل