ذلك لك، لأنك جددت ما درس ذكره، وأحييت ما تقادم عهده، ووكدت اليد عند من تنمى عنده، وأنا أسأل الله أن يعلي يدك بالمكارم والفضائل، ويبسطها بالعرف والنائل، ولا يخليك من جميل أقسامه، وجزيل مواهبه وإنعامه، ومهما شككت في شيء أو ارتبت به فما يتخالجني شك ولا ارتياب في أنه لا مزيد في نيتك، ولا عناية فوق عنايتك، وإلى هذا اليقين قد سكنت نفسي، وبقوة الأمل فيك قويت منتي، وبحمايتك إياي استدركني، وبإزالتك ما أحذر زالت الفكرة عني، فلا أعدمنيك الله، وبلغك أمانيك، وبلغني غابة المحاب فيك.
شاعر:
أجيراننا ما أوحش الدار بعدكم ... إذا غبتم عنها ونحن حضور
كاتب: أنا أخوك المشارك لك في نعمتك الذي - يعلم الله - إنك تضعه بحيث يريد لنفسه من قلبك ونظرك، وأنت الذي لا أستزيد ولا أحتاج إلى كده لاكتفائي بعفوه وحسن ظني به لمن ليس مثلي من أهله.
كاتب: قد فتحت علي باب المعتبة، وأحوجتني إلى أن أغلقه عني بالمعذرة والحجة، وكلفتني من ذلك ما لم يكن لي خلقاً ولا عادة، ورأيتك عجلت فقبلت صيغة لسان كاذب، واستعملت مقالة بائر فاجر، فاستمع وأنصف، ولا يذهبن بك هوى مسرف، ولا يغلبن عليك شيء سبق إلى أذن أو قلب، فليس لك أن تغفل ولا تتغافل، ولا تجعل توهماً كحق، ولا يقيناً كشك.
كاتب: أنا من الشوق إليك على ما يستوي في العجز عن وصفه