الخطيب المصقع، والعي المفحم، وحق لمن فقدك ألا يقنع، بغيرك، ولا يسكن قلبه دونك، لأن الله جعلك صفواً لا كدر فيه، ووفاء لا غدر معه، فأما ما ذكرت مما توجبه لي وتتحراه في، فتفضلك الذي سبق استيجابي، وبرك الذي تقدم استحقاقي، وحقيق من جمع الله له خصال الفضل ما جمع لك برب معروف أسداه، وإتمام جميل ابتداه.
كاتب: لو اعتصم شوقي بمثل سلوك عن صلتي، لم أبتذل لك وجه الرغبة فيك، ولا تحسيت مرارة تماديك، ولكن استخفتني صبابة إليكن فاحتملت صعب قسوتك، لعظيم قدر مودتك، وأنت أحق من انتصر لصلتي من جفائه، ولشوقي من إبطائه.
إبراهيم بن المدبر: ذكرت - جعلني الله فداءك - خوفك إملالي، والزيادة في إشغالي بكثرة كتبك، فأقول أخي قدمت قلبك، لم أرزق فيما قلته عدلك، هل يمل الروح جسده، والجسد جوارحه، والجوارح سلامتها، والسلامة دوامها؟ ظلمتني عفا الله عنك، فأما الشغل فيك ولك، فإنه غير منقطع بذكرك والفكر فيك، والشوق والنزاع إليك، والخوض والإفاضة في محاسنك، والله ولي جمعنا سريعاً بما هو أهله، وقد كان والله قلبي شديد التطلع إلى ورود خبرك، وعلم وصول كتابي إليك لما كان يتصور لي من ابتهاجك به وأنسك بقراءته، قياساً غير فاسد على موقع كتابك مني، وجلالته في نفسي، واغتباطي به، وسكوني إليه، وسروري به، فالحمد لله الذي تفضل من ذلك بما هو أهله ووليه.