أو حينما يعود إلى مراجعه إذا تيسر. والذي يظهر من الاستقراء أن هذا السبب قليل جِدًّا في بياضات " فتح الباري ".
ومنها ما يتعلق بالنساخ، فإن بعضهم قد يتعذر عليه قراءة خط المؤلف، فيترك مكان ما تعذر عليه قراءته فارغًا، والذي يظهر أن أكثر البياضات في "فتح الباري " من هذا القبيل.
وتعالج ظاهرة البياضات في النصوص بالبحث المتأني في عموم النص، لاحتمال وجود ما يملأ الفراغ أو البياض في مكان آخر منه، أو بمراجعة المصادر الأساسية التي يحتمل أن المصنف أخذ عنها، أو كتب أخرى يمكن وجودها فيها.-
وقد اجتهدت بسد هذه البياضات، وملء تلك الفراغات على ما ذكرنا أعلاه، فما تيقنت منه اليقين الكامل قلت فيه:«العبارة الكاملة هكذا» وما لم أتيقن منه تمامًا قلت فيه: «لعل العبارة الكاملة هكذا».
وأشرت - بعد ذلك - في آخر العبارة إلى المصدر الذي ملأت منه ذلك البياض، سواء كان المصدر كتاب " فتح الباري " نفسه أو غيره من المصادر.
فما أصبت فيه فمن الله وحده، وما أخطأت فمن قصور نفسي، وإنما أردت خدمة السنة النبوية. وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه المرجع والمآب.