وعن اهتزاز سياسة الوفاق ابتدأت الحرب الباردة من جديد في خفاء، واحتاجت المصالح الأمريكية في أفريقيا والشرق الأوسط إلى إعلان:«تضامن الإسلام مع المسيحية» في مواجهة الإلحاد والشيوعية.
فالسياسة الأمريكية عندما كان «الوفاق» قائمًا وصلبًا في السياسة الأمريكية السوفييتية لم تسأل عن «الإسلام» بين المسلمين وهو يطارد في باكستان الشرقية من الهند بمساعدة الروس، في حرب ديسمبر سنة ١٩٧٠ التي باشرتها الهند ضد باكستان حتى انتصرت العلمانية وأعلنت «بنجلادش» فصل الإسلام عن الدولة تحقيقًا لهدف السوفييت أولاً. وهو تأمين الحدود المجاورة في القوقاز من الاتحاد السوفييتي، وإبعاد أمل القوقازيين في عودتهم إلى الإسلام، الذي كان إلى الأمس قريبًا منهم بين إخوان لهم في باكستان الشرقين. وكذلك كان فصل الإسلام عن الدولة في «نظام» مجيب الرحمن غاية لحزب المؤتمر في الهند، لأن المسلمين في الهند يسيرون فيه إضعافًا لهم، ويأسًا من أن تكون لهم حرية العبادة طبقًا للإيمان به، فتمسكهم به بين الهندوس يسبب لهم مشاكل ومتاعب عديدة كل يوم تقريبًا.
وباكستان - في الشرق والغرب - كانت عضوًا في الحلف المركزي، وهو حلف ضد الشيوعية والنفوذ السوفييتي ومكون من: إنجلترا .. وتركيا .. وإيران .. وباكستان. وكانت أمريكا عضوًا مراقبًا فيه. أي كانت على صلة الترابط في حلف عسكري مع باكستان. ومع ذلك لم تساعد باكستان، كما لم تحل دون المساعدة الروسية وهي آتية من أسوان بمصر إلى الهند وموجهة ضد باكستان في الحرب الهندية الباكستانية.