وترجم أصلها إلى غير لغة أجنبية، وله أيضًا ردود على أهل البدع والاهواء المخالفة للسنة، وعلى الجملة كان ابن أبي زيد - بعد حركة التشيع الظاهرة في البلاد - كالمجدد للسنة ولمذهب مالك خاصة " ويعد رأسًا للمدرسة المغربية التي محت ما قبلها، وكانت بَدْءًا للحركة الفقهية المنشورة في عهد الدولة الصنهاجية إلى إبان الزحف الهلالي، وتوفي ابن أبي زيد سنة ٣٨٦ هـ.
وقد تلقى عنه جماعة كثيرة من أشهرها:
- علي بن خلف المعافري المعروف بأبي الحسن القابسي، من كبار الفقهاء المحدثين، قرأ في القيروان، ثم رحل إلى المشرق، وسمع من علية رواة الحديث، وهو أول من أدخل " صحيح البخاري " إلى إفريقية، وألف كثيرًا في الفقه والحديث مثل " ملخصه لكتاب الموطأ " وغيره، أما أصحابه وتلاميذه فيعدون بالمئات من أفارقة ومغاربة وأندلسيين. ولا ننسى أنه كان في أوائل من أظهروا آراء أبي الحسن الأشعري ومذهبه في العقائد، ولقد سعى إلى نشر هذه الآراء في البلاد الإفريقية، وأيدها برسالة في مناصرة الأشعرية، وتوفي القابسي في سنة ٤٠٣ هـ.