ثم كانت طبقة أخرى عاصرت الدولة الصنهاجية بالقيروان في عنفوانها وازدهار حضارتها، أعني في دولة باديس وابنه المعز، وقد أسهمت في قمع بقايا المنتسبين إلى مذهب الشيعة في إفريقية، وحرضت على قطع الصلة بالملوك الفاطميين المقيمين بمصر، وشاركت الأمراء في النداء بتوحيد المذهب في المغرب عامة، وفي حمل أهلية على استنان مذهب مالك دون سواه سنة ٤٣٠ هـ.
ومن أبرز هذه الطبقة:
- أبو بكر أحمد بن عبد الرحمن الخولاني، من تلاميذ ابن أبي زيد والقابسي، وحاز الذكر ورياسة الدين بالقيروان في وقته. مع أبي عمران القابسي، وتخرج عليه أصحاب يزيدون عن مائة وعشرين، وكلهم مقتدى بهم في المذهب، وتوفي سنة ٤٣٢ هـ.
- أبو الطيب عبد المنعم الكندي، من أجلاء الفقهاء، وأصحاب النظر في علوم الحساب والهندسة، وبه تفقه جماعة منهم: أبو الحسن اللخمي وعبد الحميد الصائغ وغيرهما، وتوفي سنة ٤٣٥هـ.