وقال سحنون:«طَلَبُ الدُّنْيَا بِالدُفِّ وَالمِزْمَارِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ طَلَبِهَا بِالدِّينِ».
وهذه أمور قد كثر التحيل فيها على إراحة النفس من طلب العيش أن يكون الإنسان عالة على غيره أو مسموع القول أَوْ مُبَجَّلاً أَوْ مُكَرَّمًا. ومن صدق بما في كتاب الله من قوله سبحانه:{يَوْمَ تُبْلَى السَّرَائِرُ}[الطارق: ٩]، وقوله:{يَعْلَمُ مَا فِي أَنْفُسِكُمْ فَاحْذَرُوهُ}[البقرة: ٢٣٥]، {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى}[النازعات: ٤٠] فلا يكون كهذا. ولسنا نشير في جوابنا هذا إلى أحد من الناس بل ربما أمكن أن يتخذ هذه الأمور من لا يقصد بها أمرًا مذمومًا مما ذكرناه، ولكن حقه إذا نصح الله ورسوله والمسلمين أن لا يفتح بَابًا يجر غيره مما لا يقصد به وجه الله تعالى إلى ركوب ما نهى الله ورسوله، فقد كثر في هذا الزمان هجران الحقائق، وربما اتخذت هذه المعاني حيلاً وشباكًا لتحصيل جاه أو مال. وليس شيء ننهى عن فعله على الإطلاق ولكن على التفصيل الذي ذكرناه. ونأمر بتبجيل المنقطعين إلى الله وإكرامهم وخدمتهم، فمن خدم الله تعالى