فما كان مني إلا أن ذهبت إلى الأستاذ أحمد سهيل الفضيل الجزائري الذي جاوز من العمر سبعين عاما - توفي عام ٢٠٠٣ - وكان أحمد سهيل يشغل دائما منصب سكرتير جمعيات الجزائريين في الشام وأمدني بكثير من المعلومات هو ابن الحاج بلقاسم بن محمد الفضيل الذي ذكره أبو يعلى في الكتاب المهجر من عين الحمام وشغل مناصب رفيعة في سورية، وأبلغني بأن الشيخ الزواوي كان على علاقة بوالده الحاج بلقاسم، وأنه لم يطل به المقام في دمشق، بل أن كتابه هذا لم يعد متداولا أو معروفا خاصة وأن مكتبة جمعية المقاصد الخيرية المغربية في السويقة لم يعد لها وجود، وليس هناك من سبيل سوى العائلات الجزائرية نفسها ولما كان الدكتور مازن المبارك قد انتقل من جامعة دمشق إلى جامعة دبي، وتوفت والدته في تلك الفترة، لم أشأ إزعاجه بالموضوع فلجأت إلى الأستاذ محمد اليعقوبي وهو شاب جزائري مثقف من مواليد دمشق يتقن العديد من اللغات ومتعدد المواهب ورث مكتبة عن أبيه عن جده عن جد أبيه بعض كتبها انتقل مع جد والده المهجر عام ١٨٤٧ من آيت سعادة فجاء إلي الأستاذ محمد اليعقوبي بنسخة مصورة من الكتاب عينة ولكنني لم أستطع العثور على ترجمة دقيقة للمؤلف يمكن اعتمادها غير تلك الأحاديث الشفوية، وإن كنت قد بدأت أجمع خيوط الرجل من بعض ما كبه في "المقتبس" الدمشقية وفي غيرها.
ولما كان من مشروعي الأساسي في دمشق هو إنجاز كتاب عن المهجرين الجزائريين في الشام ودورهم في حركة التحرير العربي، "الذي نشر في الجزائر بعنوان الإشعاع المغربي في الشرق العربيا" ونشاطهم الفكري والثقافي هو