النعمان القبلي - الملك - الذي كان بحضرموت وثبت أن الزواوة من كتامة وصنهاجة كما تقدم بإجماع المؤرخين تقريبا ثم إذا أضفنا إلى ذلك حكم الاستعراب الذي لا ينخرم ولا ينهدم لما ثبت أن العدنانيين مستعربون لأنهم من ولد إسماعيل فعرب فالنبي صلى الله عليه وسلم إذن من العرب المستعربة لأنه من ولد إسماعيل بن إبراهيم وبه تم الشرف للعدنانيين والقحطانيون أعرق في العربية من العدنانيين وهم بنوا هود عليه السلام كما تقدم وأن حكم الاستعراب ينسحب على المتدين بالإسلام والمتخذ للقرآن وللعربية لسانا وسميا في معاملاته ومكاتباته ودراسته فالزواوة إذن عرب مستعربة وعرب عاربة بأصلهم المتقدم ثم إن كثيرا من الأخلاق والعادات والطباع في البربر متماثلة ومتمازجة بطبائع العرب كاتخاذ البيوت من الشعر والوبر والطين والحجر والظعن والإقامة، وكسب الشاء، وحلق الرأس، والشجاعة، والكرم، والقرى، والانتجاع والارتياد، وركوب الخيل، وكسب النعم، الإبل والبقر، والغنم، إلى غير ذلك مما لا يكاد يستقرأ وكلها أحكام الاستعراب والله يحكم لا معقب لحكمه وهو جل شأنه سريع الحساب.
[محامد الزواوة وخصائصهم]
وأعني بالزواوة في هذا الباب المشهورين الآن بمذا الاسم قبائل الزواوة لا جملة قبائل كتامة وصنهاجة على طريقة الأصل الجغرافي كما تقدم أنهم منبثون من طرابلس الغرب شمالا وجنوبا إلى المغرب الأقصى الذين منهم الشاوية والزناتة والملثمون وقبائل الحضرة فأقول: محامد الزواوة جمعهم أشتات محاسن العرب والعجم والبربر فتجدهم عربا في الشجاعة والكرم وشدة الأنفة والغيرة