جرت عادة الكتاب والمؤرخين المتقدمين رحمهم الله أن يعرضوا ما كتبوا أو ألفوا على إخوانهم الكتاب العلماء أصحاب الفن لما عسى أن يظهر لهم في ذلك ويشهدوا على ما هنالك ويسمون ذلك تقريظا وأكثر المتأخرون في ذلك وبالغوا نظما ونثرا موافقين ومصادقين على ما يعرض عليهم صوابا أو خطأ والحق أن معنى التقريظ في اللغة كذلك أي مدح الكتاب أو المؤلف كيفما كان وفي القاموس "التقريظ" مدح الإنسان وهو حي بحق أو باطل ....
ويظهر لي أن التقريظ إذا كان بسؤال وبطلب كما تقدم فهو باطل أما إذا كان بغير طلب وكان الحامل عليه الاستحسان فهو صواب والحال أن الكتاب استطاب سواء هو مقروظ أو غير مقروظ إذ من المأكول ما هو أفضل القروظ كاقتطاف القطائف فالحكم إذا للذوق السليم والعقل الحكيم حسن الكتاب إذا قرظ نفسه بنفسه وتجلت الحقائق التي ...
تنقص الصفحة ١٠٠ من النسخة المطبوعة التى بين أيدينا
المنيف ثم إنني تتبعت تلك الصحف السبع وتدبرتها حرفا حرفا وراجعتها مرارا بلا خفا إن تنفست الصعداء وعلمت أن القول قول الفصل وما هو بالهزل وأقسمت برب السماء والأرض أنه لحق مثل ما أنكم تنطقون، وإن فريقا منكم ليكتمون الحق وهم يعلمون لله دركم من إحاطتكم علما بتلك الجمل التاريخية المفيدة أن في ذلك لعبرة.
وقال في رسالة ثالثة جوابا عن تعزية: وبعد قعد ورد علي مكتوبكم الأخير وفيه من الموعظة الحسنة والذكرى النافعة ما به كفاية والله ثم والله ما وعظني