للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

خلدون بالمؤرخ الذي يجازف بالقول كيف وقد سبق له أنه انتقد المؤرخين في المعنى. ثم أن خدمة الزواوة للعربية بناءا على أنهم عجم بسبب الوطن واللسان البربرين فإنهم إذا قرنوا بغيرهم من الأمم الإسلامية يعادلهم (......) * كما ذكرت في رسالتي الفرق بين المشارقة والمغاربة (١) (...) وبهذه الزوايا كثر علماء الزواوة قديما وتخرج منها فطاحل إذ ذكروا يفخر ويرفع رأسه شرفا وتيها وكذلك بطبيعة الخال يقتضي أن يكثئر علماء الزواوة لموقعهم الجغرافي فإن إحدى عواصمهم "بجاية" وكانت حاضرة وميناء من موانئ الحرب للأساطيل الأندلسية وكانت قرى الزواوة إذ ذاك لا تعد ولا تحصى ويبلغ عدد جموعهم الملايين.

هذا وكان من المناسب رسم خريطة بلاد الزواوة الجغرافية هنا وذكر القرى والقبائل بأسمائها وترجمة جمهور من علمائهم وأسماء الزوايا التي ينتسبون إليها من أين مهب صباهم ومدب صباهم ولم يخف ذلك كله علي وإنما تعذر. وكذلك ذكر أيامهم ووقائعهم وذكر ذوي البيوتات العظام، والأعيان الكرم، وما قيل في ذلك كله الإلمام بلسانهم الذي قد كلفني الأستاذ المرحوم الشيخ طاهر السمعوني أبو عيسى ثم الدمشقي الشامي الشهير أن أجمل له بعض القواعد للخطاب وبعض الأصول، كان هو وابن عمنا المرحوم الشيخ محمد المبارك الزواوي الدمشقي قد عزما على ذلك فتوقفا ولما لم تسعن


* كلمة غير واضحة في النسخة
(١) من أن الأمم العجمية الثلاث فارسا وبربرا وتركا زادوا قوة في الإسلام إلا أن الأتراك قصروا في خدمة العربية تقصيرا فاحشا خلاف فارس والبربر فإنهم خدموا العربية مثل العرب وزيادة كما قدمنا

<<  <   >  >>