للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مع عائلاتهم ويبلغ تعدادهم جميعا حوالي خمسمائة نفر وقد وصلوا إلى دمشق لشام فاسقبلهم الشوام استقبالا عظيما قلقت منه حكومة الباب العالي في استامبول. وعرفت هذه الدفعة بهجرة المشايخ "إذ أعقبتها دفعات أخرى ولم يسلم الأمير سلاحه إلا بعد أن تأكد من وصولهم إلى دمشق.

وكان معظم هؤلاء المهجرين الجزائريين سواء من هذه الدفعة الأولى أوالدفعات التي تلتهم من الأمازيغ أو البربر أو القبائل أو ما شئت من التسميات التي أطلقت على عرب جرجرة والأطلس وعلى رأس هؤلاء الشيخ المهدي السكلاوي شيخ الزاوية الرحمانية والشيخ محمد المبارك "دلس" والشيخ صالح السمعوني "بجاية" والشيخ أحمد بن سالم "البويرة"، واليعقوبي، وأعراب وغيرهم، وقد تطرقت إلى موضوع الهجرة في كتابي "الإشعاع المغربي في بلاد المشرق العربي" - دور الجالية الجزائرية في بلاد الشام، المنشور في الجزائر.

- وقد جلس هؤلاء العلماء على الفور في مجالس العلم في مدارس وزوايا ومساجد دمشق حيث أمن لهم إخوتهم عرب الشام كل سبل العيش والعمل، وأقطعتهم الحكومة البركية أجود الأراضي في غوطة دمشق وسهل حوران وأرض الجليل.

وبدأت بهم في الشام نهضة علمية حيث شهدت المدرسة الجقمقية ودار الحديث وجامع الغابة والزواية الأخضرية فضلا عن المسجد الأموي الكبير ومسجد السنانية دروسا واسعة لهؤلاء. وحتى الأمير عبد القادر الجزائري نفسه حين وصل دمشق عام ١٨٥٦ أخذ مقعده على رأس هؤلاء مدرسا في الجامع الأموي والمدرسة الجقمقية ودار الحديث.

<<  <   >  >>