أو بربر ووصل إلى نتائج مرضية بعد بحث استغرق بضعة عشر عاما، وهو يحدد موقعهم الجغرافي بدقة إذ يقول في هذا المطلع:
(اختلف المؤرخون في نسب الزواوة، والزواوة قبائل كثيرة مشهورة، موطنهم ومساكنهم بشمال أفريقية يجعلهم البحر الأبيض المتوسط الممتد من خليج مدينة الجزائر إلى بجاية إحدى عواصمهم وإلى جيجل نصف دائرة فهؤلاء هم المعروفون والمشهورون بالزواوة) ص ١٢.
ويقول المهندس وباحث الآثار، المؤرخ العراقي د. أحمد سوسة في كتابه الذي حاربته الصهيونية (العرب واليهود في التاريخ حقائق تاريخية تظهرها المكتشفات الآثارية) ما نصه: (إن القبائل المعروفة بالبربر التي استوطنت أراضي شمال أفريقية كانت تقيم في الأصل في أرض فلسطين إلى جانب الكنعانيين ثم أخرجت منها في عهد الملك داود فيقول المسعودي في ذلك أن أرض البربر كانت أرض فلسطين من بلاد الشام وإن ملكهم كان جالوت، وهذا الاسم سمة لسائر ملوكهم إلى أن قتل ملكهم جالوت، فلم يتملك عليهم بعده ملك، وأنهم انتهوا إلى ديار المغرب، فانتشروا هناك واختارت البربر سكن الجبل والودية والرمال والدهاس وأطراف البراري والقفار) ص ٩٨.
إذن فإن الذين سكنوا الجبل والأودية هم الزواوة بتوافق هذين النصين وإن البربر غير الزواوة سكنوا مناطق أخرى، إذ يقول القديس أو غستين في بعض كتاباته (لما سألت أهل بونة عنابة من أين أتيتم قالوا أتينا من أرض كنعان) والمعروف أن التوراة لا تتحدث أين ذهب الفلسطينيون بعد قتل داود ملكهم