للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بخيلا وكذلك الاسكتلندي، سواء الفرد منهم أو الشعب، بل الآخرون هم الذين يرون فيه ذلك ولعل مسألة ذكر نقائص الشعوب دون محامدها هي أمر تجنبته الثقافة العربية الإسلامية وحصارها، فليس في هذه الحضارة كتاب مثل رواية "شكسبير" الانجليزي المومومة "تاجر البندقية" التي تصف اليهودي بالبخيل وليس هناك كاتب عربي مثل الفرنسي "موباسان" الذي يصف البربر الجزائريين بالهمجية، طبعا يشير لهم كعرب، فلم تكن في وقته قد بدأت سياسة تفتيت الجزائريين.

ولأن أمر الحضارة والثقافة العربية كذلك، فإن شيخنا الزواوي فلت من هذا الفخ الذي يقود إلى الانغلاق، حتى يتحول الاعتزال القومي إلى تعصب واستعلاء! والانغلاق يؤدي إلى الجهل، والجهل إلى الأنانية، والأنانية إلى الفناء! فلت أبو يعلى الزواوي وعدد (من خلال الحديث النبوي الشريف) الفضائل التي يتمتع بها الروم وهي ذات الفضائل التي يمكن أن يتمع بها أي شعب آخر، لأنها موجودة في كل شعب وفي كل فرد فإن صارت هي الغالبة في نفس الفرد ارتفع شأنه بين الأفراد، وما ينطبق على الفرد بين الأفراد ينطبق على الشعب بين الشعوب ولكن الاستعمار خبيث فالرغبة في استعباد الآخر وظلمه صفة منحطة وخبيثة في الفرد وكذلك في الشعب .. ولأن الاستعمار الفرنسي "وكل الاستعمار" هو أبشع وأحط الصفات، راح من أجل أن يطيل عمره ويواصل استعباد الشعوب، يبحث عن نقائص هذه الشعوب وتناقضاتها، ويركز هذه النقائص في نفسية أفرادها، فالعرب كل العرب، والفيتناميون كل الفيتناميين، والأفارقة كل الأفارقة، والألمان كل الألمان،

<<  <   >  >>