للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

مع الأمير عبد القادر ثم بعده المقراني، ليحتلوا الشام وليستعمروه، وقد تصدى الجزائريون الأمازيغ والعرب الشوام لهذه الدعايات وأسقطوها كما أسقطوا ويسقطون في الجزائر دعوى أن العرب جاءوا مستعمرين وغزاة. وهذا الكتاب الذي أعلق عليه هو أحد الكتب التي أسقطت دعايات الاستعمار تلك.

وبالتأكيد فإني على علم بأن عالمنا المعاصر تتنازع كتابة تاريخ الأمم فيه، مدرستان: المدرسة الاستعمارية التي تسعى لإلحاق حضارات البشر بروما، فالمسرح والغناء والرقص وحتى "الله" نفسه هو روماني أو إغريقي. والمدرسة الإنسانية التي تحترم جهد كل الشعوب وكل الأمم في كل مراحلها- في صنع التاريخ والحضارة البشرية، فكما لليونان جهد، للهنود جهد، وللصينيين جهد، وللعرب جهد، وللفرس جهد ...

ولعله من الواضح إنني من محبذي المدرسة الإنسانية هذه وبالتالي فأنا بالغ الاعتزاز بعروبتي وعلى رأسها الأمازيغ الذين أضافوا إليها وطوروها لأنهم منها ولها، بل لعلهم أصلها فكما أن الشيوعية وجدت قبل لينين فإن الإسلام وجد قبل محمد فإبراهيم كان مسلما حنيفا، وكما أن ألمانيا وجدت قبل بسمارك فإن العروبة لم تولد مع عقبة.

لذلك فأنا أنظر باحتقار لكل أولائك الذين يسعون إلى ضرب القبائلي بالشاوي والأمازيغي بالعربي والمسلم بالنصراني، والسني والشيعي، والآشوري والفينيقي فهذا النوع من "الصراعات

<<  <   >  >>