ويقر المشارفة من الدمشقيين وغيرهم هذا النبوغ فيقول كتاب تاريخ علماء دمشق في القرن الرابع عشر الهجري (وقد سعدت دمشق بهجرة المغاربة إليها كما سعدت من قبل بهجرة بني قدامة المقادسة، وكان على رأس المغاربة الشيخ الأمير عبد القادر الجزائري الذي اهتم بالعلم والعلماء والتصوف والمتصوفة، وصحبه علماء كانوا معه ولحق به آخرون في هجرة ثانية، فإذا بالمدينة المباركة يسري فيها دم جديد، وتشتد فيها اشتعال جذوة الفكر .. لم يكونوا جسما غريبا يرفضه الجسم، بل صاروا عضوا منه لا يمكن له الاستغناء عنه، صاروا دمشقيين لهم ما لأهل دشق وعليهم ما عليهم) ص ١٨. وقد تحدثت عن ذلك في كتابي المطبوع في الجزائر "الإشماع المغربي في المشرق العربي - دور الجزائريين في الشام"، فتأثيرهم في الحياة الثقافية في المشرق العربي لا ينكره إلا أحمق. وليس في المشرق العربي كتاب في سيرة المثقفين والمؤلفين صدر منذ أوائل هذا القرن لا يحتوي على ذكرهم منها: