للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بسم الله الرحمن الرحيم

وصلى الله على سيدنا محمد وآله

تاريخ الزواوة

نحمدك اللهم أنت المبدئ المعيد، بيدك القديم والجديد، تحيي من تشاء وتميت من تريد، سبحانك أنت الإله القدير وأنت الولي الحميد، ونصلي ونسلم على النبي العربي، وعلى آله وصحبه العاملين بالقدر المادي والأدبي. وبعد فقد جرى ذكر التاريخ وما فائدته، فظنه قوم أنه خبر يروى تخشى آفته، وقال آخرون أنه أسطورة الأباطيل تحظر عقيدته، وقال رجل أنه خير العبر، إذ هو ديوان المبتدأ والخبر فظهر لي أن أعزز هذا القول الثالث آخذا من الآية: {إذ أرسلنا إليهم اثنتي فعززنا بثالث} أجل لما فيه من العبرة، وأخذا الحديث «قاضيان في النار وقاض في الجنة» والله نزل أحسن الحديث هذا ولما جعلني الله شريف النسب، من بني هاشم وبني عبد المطلب، وكان مولدي بالزواوة، ومنشأي ومرباي في تلك القرى ذوات الزوايا، وكادت شهرة تلك القبائل الصنهاجية تكون طامسة لأعلام مجهولة، الأسباب كثيرة، وقضايا منها ما هي مقبولة، ومنها ما هي مزورة ومردودة تحرك لي الساكن، واستنجدني (١) الظاعن والقاطن (٢) فأردت أن أضع كتابا صغير الحجم، كثبر العلم، كنموذج من تاريخ الزواوة مقتصرا على تبيين نسبهم، وذكر شيء من فضائلهم، وما قيل


(١) إشارة إلى الجهال المهذارين بأن الزواوة وبرابرة رومان الخ.
(٢) فانتدبني كثير من الزواوة لتحرير شيء بما يتعلق بهم وينسبهم.

<<  <   >  >>