١٩١٥ للميلاد أن الزواوة هم ما بين طرابلس الغرب وقصر وكتامة بالمغرب الأقصى فعارضته في ذلك بناء على ما لدينا من القبائل المشهورة بالزواوة فأجاب أن لا وإنما العرب لما احتلوا إفريقية اختلطوا بهم والحال أنهم عرب الأصل من اليمن عن شعوب حمير ولغة حمير غير لغة مضر.
ثم قال ابن خلدون: وعد ابن حزم منهم - يعني البربر - الذين من كتامة الزواوة بجميع بطونهم وهو الحق على ما تقدم وكان من هذه البطون بالمغرب الأقصى كثير منتبذون عن مواطنهم وهم بها إلى اليوم ولم يزالوا بهذه المواطن على هذه الحالة من لدن ظهور الملة وملك المغرب إلى دولة الأغالبة ولم تكن الدولة تسومهم بهضيمة ولا تنالهم بعسف لاعتزازهم عليها بكثرة جموعهم إلى أن قل: ولما صار لهم - يعني كتامة وصنهاجة الملك بالمغرب زحفوا إلى الشرق فملكوا الإسكندرية ومصر والشام واختطوا للقاهرة أعظم الأمصار بمصر وارتحل المعز رابع حلفائهم فنزلها وارتحل معه كتامة على قبائلهم واستفحلت الدولة هنالك إلى أن قال: وكانت لهم - يعني الزواوة - في الدولة صنهاجة مقامات مذكورة في السلم والحرب وقال في موضع آخر من تاريخه ما حاصله أنه إذا تنازعت قوتان بالمغرب أمرا من الأمور فالأغلية والفوز لجانب الزواوة والنصر حليفهم والإقدام دينهم والثبات شأنهم اهـ ما أردنا من كلام ابن خلدون خلاصة كلام المؤرخين في الزواوة فالقول تعليقا عليه: مما يثبت أن الزواوة من قبائل حمير اليمانية أشياء كثيرة منها بعض الأسماء والأعلام اليمانية القديمة باقية إلى الآن مستعملة عند الزواوة فمن ذلك ما وقفت عليه في كتب الرحلة الحجازية وهو أمر عجيب جدا إذ أعطى حقه