وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: هذا خبر باطل لا يصح من وجوه: أحدها: أن الصحابة -رضي الله عنهم- كانوا يتسارعون إلى إنكار أدنى المنكرات، فكيف يقرون اللحن في القرآن، مع أنه لا كلفة عليهم في إزالته. والثاني: أن العرب كانت تستقبح اللحن غاية الاستقباح في الكلام، فكيف لا يستقبحون بقاءه في المصحف؟! والثالث: أن الاحتجاج بأن العرب ستقيمه بألسنتها غير مستقيم، لأن المصحف الكريم يقف عليه العربي والعجمي. والرابع: أنه قد ثبت في الصحيح أن زيد بن ثابت أراد أن يكتب "التابوت" بالهاء على لغة الأنصار، فمنعوه من ذلك، ورفعوه إلى عثمان -رضي الله عنه- وأمرهم أن يكتبوه بالتاء على لغة قريش، ولما بلغ عمر -رضي الله عنه- أن ابن مسعود -رضي الله عنه- قرأ "عتى حين" على لغة هذيل، أنكر ذلك عليه، وقال: أقرئ الناس بلغة قريش، فإن الله تعالى إنما أنزله بلغتهم، ولم ينزله بلغة هذيل. انظر الفتاوى "١٥/ ٢٥٢-٢٥٥". ١ سورة طه من الآية "٦٣". وفيها عدة قراءات: فنافع وابن عامر وشعبة وحمزة والكسائي وأبو جعفر ويعقوب وخلف بتشديد "إن" و"هذان" بالألف وتخفيف النون. وفي توجيهها عدة أقول: أحدها: أن "إن" بمعنى "نعم" و"هذان" مبتدأ، و"الساحران" خبره. ثانيها: اسم "إن" ضمير الشأن، وجملة "هذا لساحران" خبرها. ثالثها: أن "هذان" اسم "إن" على لغة من أجرى المثنى بالألف دائما. وقرأ ابن كثير "إن" بتخفيف النون و"هذان" بالألف وتشديد النون. وقرأ حفص مثل قراءة ابن كثير، إلا أنه خفف النون من "هذان". وهما واضحتان. وقرأ أبو عمرو "إن هذين لساحران" بتشديد نون "إن" و"هذين" بالياء وتخفيف النون، وهي واضحة من حيث الإعراب والمعنى، ولكنها استشكلت من حيث مخالفتها لخط المصحف. وما دامت القراءة صحيحة فلا يطعن فيها ذلك، فهي مما شذ عن قواعد الرسم، مع صحتها وتواترها. انظر: الإتحاف "٢/ ٢٤٩".