للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

العضوية الأخرى، ولكننا تعلمنا أن نرى اللغة في جوهرها نشاطا إنسانيا، ومجهودا فرديا للشخص الذي يفهم بها، أو يتصل بشخص آخر على الأقل.

ومع هذا، وكنتيجة له نجد أننا نلقى ضغطا على الشخص، كعامل ينتج ويستطيع أن ينتج في أي لحظة جملا أو كلمات، وقد ساعدنا اعترافنا بذلك على فهم كثير من الظواهر اللغوية، في ما يتصل بمرحلة خاصة من مراحلها، أو التغير الذي يطرأ

عليها من مرحلة إلى أخرى؛ أي من الناحيتين السنكرونية والدياكرونية، أو الاستاتيكية والديناميكية، أو بعبارة أبسط كموضوع للوصف أو للبحث التاريخي.

وما دمنا ننظر إلى اللغة باعتبارها العقلي، أي كوسيلة من وسائل الاتصال ونقل الأفكار، فسوف لا ندنوا أبدا من الفهم التام لطبيعتها، ونستطيع هنا أن نستحضر إلى الذهن عبارات ثلاث متقابلة بعض التقابل: أولاها أن اللغة توجد لتعبر عن أفكار الشخص، وثانيها عبارة تاليران الشهيرة أن اللغة توجد لتخفي أفكار المرء، وثالثها عبارة كير كجادر أن اللغة، إنما يستعملها كثير من الناس، ليخفي وراءها فقره إلى الأفكار.

وربما يتوقع المرء من المناطقة، أن يعطو عناية خاصة لاستخدام اللغة في التعبير عن الأفكار، وهكذا نرى عبارة جيفوتز١ تقول: إن اللغة تخدم ثلاثة أغراض:

١- كوسيلة للاتصال:

٢- كمساعد ميكانيكي للفكرة.

٣- كوسيلة للتسجيل والرجوع إليها، ولكنه لا يفطن إلى أن العنصر الثالث فرع للعنصر الأول؛ لأن الإنسان إذا سجل شيئا للرجوع إليه، وعاد به في المستقبل إلى أفكاره القديمة، فإن هذا لا يختلف كثيرا عن مفهوم العنصر الأول، وهو نقل أفكار شخص إلى شخص آخر، حين يقرأ مذكراته الخاصة.

أما من ناحية أنها مساعد ميكانيكي للتفكير، فمن المؤكد أن معرفة اللغة


١ عالم إنجليزي في المنطق، والاقتصاد عاش في القرن التاسع عشر.

<<  <   >  >>