للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال الفراء في قوله تعالى: {نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا} ١، نصب "الناقة" على التحذير، وكل تحذير فهو نصب، ولو رفع على إضمار هذه لجاز فإن العرب قد ترفع ما فيه معنى التحذير، اهـ.

خاتمة: قال في التسهيل: ألحق بالتحذير والإغراء في التزام إضمار الناصب مثل وشبهه، نحو: "كليهما وتمرًا"٢، و"امرأ ونفسه"، و"الكلاب على البقر"٣، و"أَحشفا وسوء كِيلة"٤، و"من أنت زيدًا"، و"كل شيء ولا هذا"، أو "ولا شتيمة حر"، و"هذا ولا


= الإعراب: إن: حرف مشبه بالفعل. قومًا: اسم "إن" منصوب. منهم: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. عمير: مبتدأ مؤخر. وأشباه "الواو": حرف عطف، "أشباه": معطوف على "عمير" مرفوع، وهو مضاف. عمير: مضاف إليه مجرور. ومنهم: "الواو": حرف عطف، "منهم": جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم. السفاح: مبتدأ مؤخر. لجديرون: اللام المزحلقة، "جديرون": خبر "إن" مرفوع بالواو. بالوفاء: جار ومجرور متعلقان بـ"جديرون". إذا: ظرف زمان متعلق بـ"جديرون". قال: فعل ماض. أخو: فاعل مرفوع بالواو لأنه من الأسماء الستة، وهو مضاف. النجدة: مضاف إليه مجرور بالكسرة. السلاح: خبر لمبتدأ محذوف تقديره: "هو". السلاح: توكيد لفظي للأولى.
وجملة "إن قومًا لجديرون": ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "منهم عمير": في محل نصب نعت "قومًا". وجملة "منهم السفاح": معطوفة على سابقتها. وجملة "قال": في محل جر بالإضافة. وجملة "السلاح السلاح": في محل نصب مقول القول.
الشاهد فيه قوله: "السلاح السلاح" حيث رفع المكرر في الإغراء والتحذير، وكان من حقه النصب.
١ الشمس: ١٣.
٢ هذا القول من أمثال العرب، وقد ورد في جمهرة الأمثال ٢/ ١٤٧؛ والفاخر ص١٤٩؛ وفصل المقال ص١١٠؛ وكتاب الأمثال ص٢٠٠؛ والمستقصى ٢/ ٢٣١؛ ومجمع الأمثال ٢/ ١٥١، ٢٨٧ ويروى: "كلاهما "أو: كليهما، أو: كلتاهما" وتمرا".
قال ذلك رجل مر بإنسان وبين يديه زيد وسنام وتمر، فقال له الرجل: أنلني مما بين يديك. قال: أيهما أحب إليك: زبد أم سنام؟ فقال الرجل: كلاهما وتمرًا، أي: كلاهما أريد، وأريد تمرًا.
يضرب في كل موضع خير فيه الرجل بين شيئين، وهو يريدهما معًا.
٣ هذا القول من أمثال العرب وقد ورد في جمهرة الأمثال ٢/ ١٦٩؛ والحيوان ١/ ٢٦٠؛ والعقد الفريد ٣/ ١١٦؛ وفصل المقال ص٤٠٠؛ وكتاب الأمثال ص٢٨٤؛ ولسان العرب ١/ ٧١٥ "كرب"، ٧٢٢ "كلب"؛ والمستقصى ١/ ٣٣٠، ٣٤١؛ ومجمع الأمثال ٢/ ١٤٢.
يضرب في النهي عن الدخول بين قوم بعضهم أولى ببعض. والمعنى أن بقر الوحش جرت العادة على اصطيادهم بالكلاب، فهي أولى، فاتركها وشأنها. وقيل: قال المثل راع لراعية كانت ترعى البقر، وقد راودها عن نفسها، قالت: كيف أصنع بالبقر؟ فقال ذلك. ويروي المثل بنصب "الكلاب" على إضمار فعل محذوف، بالرفع على الابتداء.
٤ هذا القول من أمثال العرب وقد ورد في جمهرة الأمثال ١/ ١٠١، وجمهرة اللغة ص٥٣٧، ٩٨٣؛ وزهر

<<  <  ج: ص:  >  >>