للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عارض الوصفية، وكذلك أرنب من قولهم "رجل أرنب" أي ذليل؛ فإنه منصرف لعروض الوصفية إذ أصله الأرنب المعروف "وعارِضَ الإسْمِيَّةْ" أي وألغ عارض الاسمية على الوصف، فتكون الكلمة باقية على منع الصرف للوصف الأصلي، ولا ينظر إلى ما عرض لها من الاسمية.

٦٥٤-

"فالأدهم القيد لكونه وضع ... في الأصل وصفا انصرافه منع"

نظرًا إلى الأصل، وطرحًا لما عرض من الاسمية.

تنبيه: مثل أدهم في ذلك أسود للحية العظيمة، وأرقم لحية فيها نقط كالرقم نظرًا إلى الأصل وطرحًا لما عرض من الاسمية.

٦٥٥-

وأجدل وأخيل وأفعى ... مصروفة وقد ينلن المنعا

"وَأجْدَلٌ" للصقر "وأَخْيلٌ" لطائر ذي نقط كالخيلان يقال له الشقراق "وَأفْعَى" للحية "مَصرُوفةٌ" لأنها أسماء مجردة عن الوصفية في أصل الوضع ولا أثر لما يلمح في أجدل من الجدل وهو الشدة، ولا في أخيل من الخيول وهو كثرة الخيلان، ولا في أفعى من الإيذاء؛ لعروضه عليهنَّ "وَقَدْ يَنَلنَ المنْعَا" من الصرف؛ لذلك، وهو في أفعى أبعد منه في أجدل وأخيل لأنهما من الجدل ومن الخيول كما مر، وأما أفعى فلا مادة لها في الاشتقاق لكن ذكرها يقارنه تصور إيذائها فأشبهت المشتق وجرت مجراه على هذه اللغة.

ومما استعمل فيه أجدل وأخيل غير مصروفين قوله "من الطويل":

٩٨١-

كَأَنَّ العُقَيلِيِّينَ يَومَ لَقِيتُهُمْ ... فِرَاخُ القَطَا لاَقَينَ أجْدَلَ بَازِيَا


٩٨١- التخريج: البيت للقطامي في ديوانه ص١٨٢؛ وشرح التصريح ٢/ ٢١٤؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٣٤٦؛ ولجعفر بن علبة الحارثي في المؤتلف والمختلف ص١٩؛ وبلا نسبة في جمهرة اللغة ص٨٠٠؛ وشرح شواهد الإيضاح ص٣٩٣؛ ولسان العرب ١/ ١٠٤ "جدل".
شرح المفردات: العقيليون: المنتسبون إلى عقيل: القطا. طير يشبه الحمام. الأجدل: من الطيور الكاسرة. البازي: الصقر. =

<<  <  ج: ص:  >  >>