للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

حذف نون المضارع من "كان":

١٥٧-

ومن مضارع لكان منجزم ... تحذف نون، وهو حذف ما التزم

"وَمِنْ مُضَارِعٍ لَكَانَ" ناقصة كانت أو تامة "مُنْجَزِم" بالسكون، لم يتصل به ضمير نصب، وقد وليه متحرك "تُحْذَفُ نُونٌ" هي لام الفعل تخفيفاً١ "وَهْوَ حَذْفٌ" جائز "مَا الْتُزِمْ" نحو: {وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً} ٢ في القراءتين بخلاف نحو: {مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ} ٣، {وَتَكُونَ لَكُمَا الْكِبْرِيَاءُ} ٤، {وَتَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْمًا صَالِحِينَ} ٥، إن يكنه فلن تسلط عليه، {لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ} ٦ وخالف في هذا أخيرا يونس، فأجاز الحذف حينئذٍ تمسكا بقوله "من الطويل":

٢٠٩-

فَإِنْ لَمْ تَكُ الْمِرَآةُ أَبْدَتْ وَسَامَةً ... فَقَدْ أَبْدَتِ الْمِرَآةُ جَبْهَةَ ضَيْغَمِ


١ ومنه الشاهد الذي تقدم بالرقم ١٤٤.
٢ النساء: ٤٠.
٣ الأنعام: ١٣٥.
٤ يونس: ٧٨.
٥ يونس: ٩.
٦ النساء: ١٣٧.
٢٠٩- التخريج: البيت للخنجر بن صخر الأسدي في خزانة الأدب ٩/ ٣٠٤؛ والدرر ٢/ ٩٦؛ وسر صناعة الإعراب ٢/ ٥٤٢؛ وشرح التصريح ١/ ٩٦؛ ولسان العرب ١٣/ ٣٦٤ "كون"؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٦٣؛ وبلا نسبة في تخليص الشواهد ص٢٦٨.
شرح المفردات: أبدت: أظهرت. الوسامة: حسن الوجه. الضيغم: الأسد.
المعنى: يقول: إذا كنت قبيح المنظر فإني أتحلى بالشجاعة والإقدام.
الإعراب: "فإن": الفاء: بحسب ما قبلها، "إن" حرف شرط جازم. "لم": حرف جزم. "تك": فعل مضارع ناقص مجزوم، وهو فعل الشرط. "المرآة": اسم "تكن" مرفوع. "أبدت": فعل ماض والتاء للتأنيث، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هي". "وسامة": مفعول به منصوب. "فقد": الفاء رابطة جواب الشرط، "قد": حرف تحقيق. "أبدت": فعل ماض والتاء للتأنيث. "المرآة": فاعل مرفوع بالضمة. "جبهة": مفعول به منصوب، وهو مضاف. "ضيغم": مضاف إليه مجرور.
وجملة: "إن لم تك ... " بحسب ما قبلها. وجملة "أبدت وسامة" في محل نصب خبر "تكن". وجملة "فقد أبدت المرآة ... " في محل جزم جواب الشرط.
الشاهد: قوله: "فإن لم تك المرآة" حيث حذفت النون من مضارع "كان" المجزوم بالسكون مع أنها قد وليها حرف ساكن. وهذا جائز عند يونس بن حبيب، وضرورة عند جمهرة النحاة.

<<  <  ج: ص:  >  >>