للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جبير: "إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادًا أَمْثَالُكُمْ"١ على أن "إن" نافية رفعت "الذين" ونصبت "عبادًا أمثالكم" خبرا ونعتا؛ والمعنى: ليس الأصنام الذين تدعون من دون الله عبادا أمثالكم في الاتصاف بالعقل، فلو كانوا أمثالكم وعبدتموهم لكنتم بذلك مخطئين ضالين، فكيف حالكم في عبادة من هو دونكم بعدم الحياة والإدراك؟ ومن النظم قوله: "من المنسرح":

٢٢٦-

إِنْ هُوَ مُسْتَوْلِيا عَلَى أَحَدٍ ... إلاَّ عَلَى أَضْعَفِ الْمَجَانِينِ

وقوله "من الطويل":

٢٢٧-

إِنْ الْمَرءُ مَيْتا بِانْقِضَاءِ حَيَاتِهِ ... وَلَكِنْ بِأَنْ يُبْغَى عَلَيْهِ فَيُخْذَلا

وقد عرفت أنه لا يشترط في معموليها أن يكونا نكرتين.


١ الأعراف: ١٩٤.
٢٢٦- التخريج: البيت بلا نسبة في الأزهية ص٤٦؛ وأوضح المسالك ١/ ٢٩١؛ وجواهر الأدب ص٢٠٦؛ وخزانة الأدب ٤/ ١٦٦؛ والدرر ٢/ ١٠٨؛ ورصف المباني ص١٠٨؛ وشرح التصريح ١/ ٢٠١؛ وشرح ابن عقيل ص١٦٠؛ وشرح عمدة الحافظ ص٢١٦؛ والمقاصد النحوية ٢/ ١١٣؛ والمقرب ١/ ١٠٥؛ وهمع الهوامع ١/ ١٢٥.
اللغة والمعنى: إن: ما. مستوليا: مسيطرا. المجانين: الذين فقدوا عقولهم.
يقول: إنه لضعفه لا يستطيع التأثير إلا على ضعاف العقول.
الإعراب: إن: حرف نفي يعمل عمل "ليس". هو: ضمير منفصل في محل رفع اسم "إن". مستوليا. خبر "إن" منصوب. على أحد: جار ومجرور متعلقان بـ"مستوليا"، إلا: أداة حصر. على أضعف: جار ومجرور متعلقان بـ"مستوليا". وهو مضاف. المجانين: مضاف إليه مجرور.
وجملة "إن هو مستوليا" الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية.
والشاهد فيه قوله: "إن هو مستوليا" حيث أعمل "إن" عمل "ليس"، فرفع بها المبتدأ ونصب الخبر.
٢٢٧- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص٣٠٧؛ والجنى الداني ص٢١٠؛ والدرر اللوامع ٢/ ١٠٩؛ وشرح عمدة الحافظ ص٢١٧؛ والمقاصد النحوية ٢/ ١٤٥؛ وهمع الهوامع ١/ ١٢٥.
اللغة: انقضاء الحياة: الموت. يبغى عليه: يظلم. يخذل: يتخلى عن مساعدته.
المعنى: يقول: ليس المرء ميتا بانقضاء حياته، وإنما يكون ميتا عندما يموت ظلما درن أن يقتص من ظالمه. =

<<  <  ج: ص:  >  >>