للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١٧٢-

وجردن عسى أو ارفع مضمرا ... بها إذا اسم قبلها قد ذكرا

"وَجَرِّدَنْ عسى" وأختيها "اخلولق" و"أوشك" من الضمير واجعلها مسندة إلى أن يفعل" كما مر "أَوِ ارْفَعْ مُضْمَرا بِهَا" يكون اسمها، و"أن يفعل" خبرها "إذَا اسْمٌ قَبْلَهَا قَدْ ذُكِرَا" ويظهر أثر ذلك في التثنية، والجمع والتأنيث، فتقول على الأول: "الزيدان عسى أن يقوما"، و"الزيدون عسى أن يقوموا"، و"هند عسى أن تقوم"، و"الهندان عسى أن يقوما"، و"الهندات عسى أن يقمن"، وهكذا "اخلولق" و"أوشك"، هذه لغة الحجاز؛ وتقول على الثاني: "الزيدان عسيا"، و"الزيدون عسوا"، و"هند عست"، و"الهندان عستا"، و"الهندات عسين"، وهكذا "اخلولق" و"أوشك"؛ وهذه لغة تميم.

تنبيهان: الأول: ما سوى "عسى"، و"اخلولق"، و"أوشك" من أفعال الباب يجب فيه الإضمار، تقول: "الزيدان أخذا يكتبان، وطفقا يخصفان ولا يجوز: "أخذ يكتبان، وطفق يخصفان".

الثاني: اختلف فيما يتصل بـ"عسى" من الكاف وأخواتها، نحو: "عساك"، و"عساه"؛ فذهب سيبويه إلى أنه في موضع نصب حملا على "لعل" كما حملت "لعل" على "عسى" في اقتران خبرها بـ"أن كما في الحديث: "فلعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض". وذهب المبرد والفارسي إلى أن "عسى" على ما كانت عليه من رفع الاسم ونصب الخبر، لكن الذي كان اسما جعل خبرا، والذي كان خبرا جعل اسما، وذهب الأخفش إلى أن "عسى" على ما كانت عليه، إلا أن ضمير النصب ناب عن ضمير الرفع، كما ناب عنه في قوله "من الرجز":

٢٥١-

يابنَ الْزّبَيْرِ طَالَمَا عَصَيْكَا ... وَطَالَمَا عَنَّيْتَنَا إِلَيْكَا


٢٥١- التخريج: الرجز لرجل من حمير في خزانة الأدب ٤/ ٤٢٨، ٤٣٠؛ وشرح شواهد الشافية ص٤٢٥؛ وشرح شواهد المغني ٤٤٦؛ ولسان العرب ١٥/ ٤٤٥ "تا"؛ والمقاصد النحوية ٤/ ٥٩١؛ ونوادر أبي زيد ص١٠٥؛ وبلا نسبة في الجنى الداني ص٤٦٨؛ وسر صناعة الإعراب ١/ ٢٨٠؛ وشرح شافية ابن الحاجب ٣/ ٢٠٢؛ ولسان العرب ١٥/ ١٩٣ "قفا"؛ والمقرب ٢/ ١٨٣؛ والممتع في التصريف ١/ ٤١٤.
اللغة: عصيكا: عصيت، فأبدل التاء كافا. عناه: أتعبه.
المعنى: يا عبد الله بن الزبير لقد طال عصيانك، وهذا ما حملنا مشقة المجيء لقتالك ما دمت لم تطع الأوامر، وكثيرا ما أتعبتنا في سبيل الوصول إليك.

<<  <  ج: ص:  >  >>