للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"اتصال "ما" بهذه الحروف":

تنبيه: إذا دخلت اللام على الفعل أو على الاسم المتأخر لم تدخل على الخبر، فلا يجوز "إن زيدا لهو لقائم"، ولا "إن لفي الدار لزيدا"، ولا "إن في الدار لزيدا لجالس".

١٨٧-

ووصل "ما" بذي الحروف مبطل ... إعمالها وقد يبقى العمل

"وَوَصْلُ مَا" الزائدة "بِذِي الْحُرُوْفِ مُبْطِلُ إعْمَالَهَا"؛ لأنها تزيل اختصاصها بالأسماء، وتهيئها للدخول على الفعل؛ فوجب إهمالها لذلك، نحو: "إنما زيد قائم"، وكأنما خالد أسد، ولكنما عمرو جبان، ولعلما بكر عالم، "وَقَدْ يُبَقَّى العَمَلُ"، وتجعل "ما" ملغاة، وذلك مسموع في "ليت"؛ لبقاء اختصاصها، كقوله "من البسيط":

٢٧١-

قَالَتْ ألاَ لَيْتَمَا هَذَا الْحَمَامَ لَنَا ... إلَى حَمَامَتِنَا أَوْ نصْفَهُ فَقَدِ


٢٧١- التخريج: البيت للنابغة الذبياني في ديوانه ص٢٤؛ والأزهية ص٨٩، ١١٤؛ والأغاني ١١/ ٣١؛ والإنصاف ٢/ ٤٧٩؛ وتخليص الشواهد ص٣٦٢؛ وتذكرة النحاة ص٣٥٣؛ وخزانة الأدب ١٠/ ٢٥١، ٢٥٣؛ والخصائص ٢/ ٤٦٠؛ والدرر ١/ ٢١٦، ٢/ ٢٠٤؛ ورصف المباني ص٢٩٩، ٣١٦/ ٣١٨؛ وشرح التصريح ١/ ٢٢٥؛ وشرح شواهد المغني ١/ ٧٥، ٢٠٠، ٢/ ٦٩٠؛ وشرح عمدة الحافظ ص٢٣٣؛ وشرح المفصل ٨/ ٥٨؛ والكتاب ٢/ ١٣٧؛ واللمع ص٣٢٠؛ ومغني اللبيب ١/ ٦٣، ٢٨٦، ٣٠٨؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٢٥٤؛ وبلا نسبة في أوضح المسالك ١/ ٣٤٩؛ وخزانة الأدب ٦/ ١٥٧؛ وشرح قطر الندى ص١٥١؛ ولسان العرب ٣/ ٣٤٧ "قدد"؛ والمقرب ١/ ١١٠؛ وهمع الهوامع ١/ ٦٥.
اللغة والمعنى: فقد: هنا اسم فعل بمعنى "يكفي"، أو اسم بمعنى: "كاف"، أو: بمعنى الواو.
تقول: ألا ليت هذا الحمام كله لنا، أو نصفه مضافا إلى حمامتنا فهو كاف "لأن يصير مئة".
الإعراب: قالت: فعل ماض، والتاء: للتأنيث، والفاعل: هي. ألا: حرف استفتاح وتنبيه. ليتما: حرف مشبه بالفعل. و"ما": زائدة. وقد تكون غير عاملة. هذا: اسم اشارة في محل نصب اسم "ليت"، أو مبتدأ إذا اعتبرت غير عاملة. الحمام: بدل من "هذا" منصوب أو مرفوع. لنا: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "ليت" أو خبر المبتدأ. إلى حمامتنا: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر "ليت" أو بمحذوف حال من اسم "ليت"، وهو مضاف، ونا: ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. أو: حرف عطف. تصفه: معطوف على "هذا"، وهو مضاف، والهاء: في محل جر بالإضافة. فقد: الفاء: فاء الفصيحة. قد: اسم بمعنى "كاف" مبني في محل رفع لمبتدأ محذوف تقديره: وإن حصل فهو كاف لـ"كذا".
وجملة "قالت ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "ألا ليتما ... " الاسمية في محل نصب مفعول به.
والشاهد فيه جواز إعمال "ليت" التي اتصلت بها "ما" وعدم إعمالها.

<<  <  ج: ص:  >  >>