للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

السؤال استغني عنه في الجواب، فحذف، فقيل: "لا رجل في الدار"، فتضمن "من"، فبني لذلك، وبني على الحركة إيذانا بعروض البناء، وعلى الفتح لخفته، هذا إذا كان المفرد بالمعنى المذكور غير مثنى أو مجموع جمع سلامة وهو المفرد "كلا حول ولا" قوة إلا بالله، وجمع التكسير مثل: "لا غلمان لك"؛ أما المثنى والمجموع جمع سلامة لمذكر فيبنيان على ما ينصبان به، وهو الياء، كقوله "من الطويل":

٢٩٤-

تعز فلا إلفين بالعيش متعا ... ولكن لوراد المنون تتابع

وقوله "من الخفيف":

٢٩٥-

يحشر الناس لا بنين ولا آ ... باء إلا وقد عنتهم شؤون


٢٩٤- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك ٢/ ١٠؛ وتخليص الشواهد ص٣٩٥؛ والدرر ٢/ ٢٢٢؛ وشرح التصريح ١/ ٢٣٩؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٣٣٣؛ وهمع الهوامع ١/ ١٤٦.
اللغة والمعنى: تعز: أي تصبر وتجلد. الإلفان: مثنى الإلف، وهو الصاحب. الوراد: ج الوارد، وهو الشارب. المنون: الموت.
يقول: تصبر إذا ما أصابتك مصيبة بفقد إلفك، فسنة الحياة ما إن يتمتع إلفان فيها حتى يفرق الموت بينهما، فيأخذ أحدهما ثم يلحقه بالآخر.
الإعراب: تعز: فعل أمر مبني على حذف العلة، والفاعل: أنت. فلا: الفاء: للتعليل أو للتفريع، لا: النافية للجنس. إلفين: اسم "لا" مبني على الياء في محل نصب. بالعيش: جار ومجرور متعلقان بـ"متعا". متعا: فعل ماض للمجهول، والألف: نائب فاعل. ولكن: الواو: حرف عطف، لكن: حرف استدراك. لوراد: جار ومجرور متعلقان بمحذوف خبر مقدم، وهو مضاف. المنون: مضاف إليه مجرور. تتابع: مبتدأ مؤخر مرفوع.
وجملة "تعز ... " الفعلية لا محل لها من الإعراب لأنها ابتدائية. وجملة "لا إلفين ... " الاسمية لا محل لها من الإعراب لأنها استئنافية. وجملة "متعا" الفعلية في محل رفع خبر "لا". وجملة "لوراد ... تتابع" الاسمية معطوفة على جملة "لا إلفين" لا محل لها من الإعراب.
والشاهد فيه قوله: "فلا إلفين" حيث بنى اسم "لا" وهو قوله: "إلفين" على الياء لأنه مثنى، والمثنى يبنى، إذا كان اسما لـ"لا"، على ما ينصب به لو كان معربا.
٢٩٥- التخريج: البيت بلا نسبة في أوضح المسالك ٢/ ١١؛ وتخليص الشواهد ص٣٩٦؛ والدرر ٢/ ٢٢٣؛ وشرح التصريح ١/ ٢٣٩؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٣٣٤؛ وهمع الهوامع ١/ ١٤٦.
اللغة والمعنى: يحشر الناس: يبعثون يوم القيامة. عنتهم: أهمتهم. الشؤون: القضايا، وهنا الخطوب.

<<  <  ج: ص:  >  >>