للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أما إذا قصد بالاستفهام التمني -وهو كثير- كقوله "من الطويل":

٣٠٦-

ألا عمر ولى مستطاع رجوعه ... فيرأب ما أثأت يد الغفلات

فعند الخليل وسيبويه أن "ألا" هذه بمنزلة "أتمنى" فلا خبر لها، وبمنزلة "ليت" فلا يجوز مراعاة محلها مع اسمها، ولا إلغاؤها إذا تكررت، وخالفهما المازني والمبرد، ولا حجة لهما في البيت؛ إذ لا يتعين كون "مستطاع" خبر أو صفة، و"رجوعه" فاعلا، بل يجوز كون "مستطاع" خبر مقدما، و"رجوعه" مبتدأ مؤخرا، والجملة صفة ثانية، ولا خبر هناك.

"أوجه استخدام "ألا":

تنبيه: تأتي "ألا" لمجرد التنبيه، وهي الاستفتاحية، فتدخل على الجملتين، نحو:


= الشاهد: قوله: "ألا اصطبار" حيث عامل "لا" بعد دخول همزة الاستفهام عليها كما كان يعاملها قبل دخولها.
٣٠٦- التخريج: البيت بلا نسبة في تخليص الشواهد ص٤١٥؛ والجنى الداني ص٣٨٤؛ وخزانة الأدب ٤/ ٧٠؛ وشرح التصريح ١/ ٢٤٥؛ وشرح شواهد المغني ص٨٠٠؛ وشرح ابن عقيل ص٢٠٨؛ وشرح عمدة الحافظ ص٣١٨؛ ومغني اللبيب ص٦٩، ٣٨١؛ والمقاصد النحوية ٢/ ٣٦١.
شرح المفردات: ولى: ذهب وأدبر. رأب الصدع: أصلحه. أثأى: أفسد.
المعنى: يقول: ليت أيام العمر الماضية تعود لتصلح ما أفسدته غوائل الأيام.
الإعراب: "ألا": الهمزة للاستفهام، و"لا": النافية للجنس. "عمر": اسم "لا" مبني في محل نصب. "ولى": فعل ماض مبني على الفتحة المقدرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". "مستطاع": خبر "لا" مرفوع. "رجوعه": نائب فاعل لـ"مستطاع" مرفوع، وقيل: "مستطاع" خبر مقدم للمبتدأ. "رجوعه": مبتدأ مؤخر وخبر "لا" محذوف، وهو مضاف، والهاء ضمير متصل مبني في محل جر بالإضافة. "فيرأب": الفاء فاء السببية. "يرأب": فعل مضارع منصوب بـ"أن" مضمرة، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره: "هو". والمصدر المؤول من "أن" وما بعدها معطوف على مصدر مرفوع منتزع من الكلام السابق، فهو مثله في محل رفع. "ما": اسم موصول في محل نصب مفعول به. "أثأت": فعل ماض، والتاء للتأنيث: "يد": فاعل مرفوع، وهو مضاف. "الغفلات": مضاف إليه مجرور.
وجملة: "ألا عمر ... " ابتدائية لا محل لها من الإعراب. وجملة "ولى" في محل نصب نعت "عمر". وجملة "مستطاع رجوعه" في محل نصب نعت "عمر". وجملة "يرأب" صلة الموصول الحرفي لا محل لها من الإعراب. وجملة "أثأت ... " صلة الموصول لا محل لها من الإعراب.
الشاهد: قوله: "ألا عمر" حيث أريد بالاستفهام مع "لا" مجرد التمني وهذا كثير.

<<  <  ج: ص:  >  >>